أعرف هذا الجسر المدمر، شهدت ميلاده ومقتله من خلال انفجار عفوي هائل فحزنت عليه وكأنه جزء من حياتي اليومية وأحد أملاك وطني الذي صرف في سبيل بنائه مقدرات ليست سهلة من المال. لست أنا وحدي الذي يعرف جسر (المعيزيله) أو جسر الحرس الوطني لأن إحدى بوابات معسكراته باتجاه المستشفى وخشم العان، لذلك يعرفه أكثر مني رجال الحرس الوطني البواسل الذين طالما عبروا من خلاله في الرواح والإياب والدوام والواجبات ويعرفه كل الذين (رقدوا) في مستشفى الملك فهد بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية ويعرفه كل من زار مرضاه. يعرفه أغلب مواطني المملكة وجل سكان الرياض بدءاً من خادم الحرمين الشريفين -عافاه الله- وأطال في عمره وحتى أصغر مواطن في الرياض. قد يقول قائل هنا: لماذا اختبلت؟! تتحدث عن جسر من الكونكريت والخرسانة وأقول لذلك القائل: ألم تكتب (شارلوت برونتي) عن جسر (كواي)؟ ألم يتحدث الكتاب الإنجليز عن جسر لندن بريدج؟ أيضا ألم يتحدث الأمريكان عن القولدن قيت؟ وأيضاً ألم تتغنى فيروز بجسر (اللوزية)؟ ألم يتغنى المطرب العراقي بجسر المسيب صادحا (على جسر المسيب سيبوني) مثلما سيبنا (جسر المعيزيله) ليحدث له ما حدث؟؟!