الحديث عن الجامعات ذو شجون، فالكل يتطلع إلى أمور التطوير في التعليم وهو الوضع الطبيعي الذي يسود في الجامعات الجادة والتخطيط لبناء مخرجات التعليم وجودة البرامج التعليمية في مؤسسات التعليم العالي ونحمد الله على ما وصلت إليه الجامعات في بلادنا التي انتشرت في أرجاء المملكة ووصل عددها فيما أحسب إلى ثلاثين جامعة هذا غير الكليات.
ولكم استبشرنا حينما قرأنا عن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وقد مضى على تأسيسها ثلاث سنوات أنها تعمل على أبحاث على زراعة القمح بمياه البحر الأحمر، وقد ابتهج الكثيرون بذلك وما زلنا ننتظر، حيث إن القمح سلعة إستراتيجية مهمة وننتظر نتائج ذلك وهل هناك تقدّم في هذا المجال، وكذلك تقنية تحلية المياه لتوفير المياه وحتى الآن لم نسمع شيئاً عن ذلك، فالمواطن أحوج ما يكون إلى معلومات دقيقة عن ذلك لأهمية القمح والمياه فهما أمن غذائي متكامل وعلينا أن ننظر إليها نظرة جدية حازمة، فالواجب يدعونا أن نحسب حساب الزمن، وأن نقدّر أسوأ التقديرات والاحتمالات لمفاجآته وأن نأخذ من ماضينا دروساً لحاضرنا ومستقبلنا.
إن بلادنا ذات رقعة واسعة قل أن يوجد مثلها بالنسبة إلى مكانها لو توفرت فيها المياه، فقد أثبتت التجارب جودة محصولها ووفرة إنتاجه. نأمل أن تنجح أبحاث زراعة القمح بمياه البحر مما سيجعل من بلادنا بلاداً زراعية في الدرجة الأولى تكفي نفسها وتصدر لغيرها. حقق الله الآمال ونسأله تعالى أن يوفّق الجميع لمواصلة العمل على كل ما فيه عزة ديننا وخير أمتنا وتقدّم وازدهار بلادنا وحفظ الله بلادنا وأدام عليها نعمة الأمن والرخاء والاستقرار والازدهار.
عضو جمعية التاريخ بجامعات دول مجلس التعاون
باحث في أدب الرحلات