لقد اطلعت على ما كتبته الأخت كوثر الأربش في جريدة الجزيرة عدد 14662 عن معاناة إحدى النساء تلك المعاناة التي أودت بحياتها، وهي في سن صغيرة، حيث رماها زوجها بعد طلاقها منه كالمتاع قرب باب أهلها دون أوراق رسمية ولا مستحقات، وهي تعول أربعة من الأطفال فلم تترك بابا من أبواب الرزق إلا وطرقته، ليست الوحيدة، فمثيلاتها كثر. معاناة قبل الانفصال، وأثناء طلب الانفصال وبعد الانفصال يهمل الزوج الأولاد، فلا نفقة ولا أوراق ثبوتية، بينما هو يسرح ويمرح ويتزوج النساء، ومطلقته وذريته، يعيشون على نفقات المحسنين فقط، إذ لا يمكنهم الاستفادة من المساعدات التي تمنح للمحتاجين، سواء من قبل الجهات الحكومية أو غيرها من المؤسسات الخيرية أو الدراسية، وذلك بسبب احتجاز والدهم لأوراقهم الثبوتية، ومن تعيش مثل هذه الأوضاع السيئة، والمستقبل المظلم، هل يمكنها الصمود في مواجهة متطلبات الحياة الصعبة، أم أنها ستخور قواها وتقع فريسة لذئاب بشرية قد تستغل ضعفها وحاجتها في تحقيق مآربها الخبيثة ونشر الرذيلة بين فئات المجتمع، ثم كيف ستكون نظرة هؤلاء الأولاد الذين أمضوا زهرة شبابهم في شقاء وعذاب لمجتمعهم الذي تخلى عنهم في صغرهم، لذا نأمل من الجهات ذات العلاقة، إعادة النظر في تعاملاتهم مع هؤلاء النسوة وصغارهن وذلك بإلزام الأزواج بالنفقة على أولادهم، وتسليم أمهاتهم أوراقهن الثبوتية والسماح لمطلقاتهم برؤية فلذات أكبادهن، ومعاقبة من يخل بذلك عقاباً شديداً فليس كل النساء المطلقات لهن من يقوم على رعايتهن وذرياتهن.
- محمد بن فيصل الفيصل - المجمعة