|
بغداد - نصير النقيب - الجزيرة:
كشف وزير الدفاع العراقي بالوكالة الدكتور سعدون الدليمي عن أن الأنباء التي تحدثت عن وجود فساد مالي وعمولات ضخمة تم قبضها من قبل بعض أعضاء الوفد المفاوض مع الجانب الروسي في صفقة الأسلحة الروسية الأخيرة والخاص بالعقد الذي يخص وزارة الدفاع لا صحة له بتاتاً، مبيناً إلى إن الوفد ضم لجاناً مالية وعسكرية وفنية وقانونية متخصصة، مشيراً الى أن الجانب العراقي لم تكن لديه ضمانات حقيقة في إمكانية حصوله على أسلحة من الجانب الروسي بنفس الأسعار التي تم التفاوض عليها لا سيما وأن الأسلحة لم يسبق للجانب الروسي أن باعها الى دولة أخرى مطلقاً، مؤكداً في الوقت نفسه على أن الجانب الروسي قرر بيع الأسلحة للعراق كعربون صداقة، مؤكداً الى أن الأنباء التي تحدثت عن قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإبلاغ رئيس الوزراء نوري المالكي عن وجود عمولات، هذه الأنباء غير صحيحة، وما تحدثت به وسائل الإعلام هو إساءة الى الجانب الروسي، وهذا سيؤدي الى وجود تحفظ روسي على أية صفقة أخرى للعراق مستقبلاً.
الدليمي بين الى أن العراق لم يوقع أية عقود مع روسيا حتى الآن ولم تنقل الأموال بخصوص صفقة السلاح الروسي إليهم رغم أن الأسلحة المراد شراؤها من أفضل الأنواع وأحدثها. الدليمي أشار في لقاء مع عدد محدود من الصحفيين في مكتبه بمقر وزارة الدفاع أمس وحضرته (الجزيرة) أن العراق كانت لديه رغبة كبيرة بشراء بسرعة التسلح بعيداً عن الدول الأخرى التي تتخذ إجراءات معقدة في بيع الأسلحة الأمر الذي يتطلب المزيد من الوقت وأن الذي جرى بشأن صفقة السلاح الروسية هو لعبة مخابراتية محكمة جداً بدأت تتسلل الى أن وصلت الى صاحب القرار الدليمي. أشار في معرض رده على أسئلة (الجزيرة) الى أن الولايات المتحدة لديها اتفاق مع العراق بشأن تسليح الجيش ومجالات أمنية أخرى غير أن الجانب الأميركي لديه إجراءات طويلة تصل إلى أربع سنوات وتعرض حاجة العراق من الأسلحة على وزارة الدفاع الأميركية ومن ثم الخارجية الأميركية ومن ثم تحتاج الى تصويت داخل الكونغرس وهذا يحتاج أيضاً إلى وقت طويل في حين يحتاج العراق الى تسليح جيشه بأقرب فرصة ممكنة. واستعرض الدليمي أمام الصحفيين نموذجاً للآلية خاصة بالدفاعات الجوية، وهي منظومة بانسيرو التي هي من أرقى المنظومات الجديدة كل بطرية فيها (6) من هذه المنظومة، وهي السيارة تضم راداراً يكشف (120) كم، وصواريخ أرض أرض وأرض جو وتعمل وفق الشاشة الإلكترونية الراصدة وبإمكانها التحرك بجميع الاتجاهات وتحمل مدفع ذاتي الحركة خاص بمقاومة الطائرات، أما بشأن ما أشيع عن وجود علامات إسرائيلية على الأجهزة الإلكترونية في طائرات(F16) التي يعتزم العراق استيرادها من الولايات المتحدة الاميركية قال الدليمي « انه لا صحة لوجود علامات إسرائيلية أو غيرها وأن هناك محاولات لجهات إرهابية بث الشائعات لمنع تطوير الجيش العراقي وتسليحه وتجهيزه وأن هناك محاولات من جهات متعددة لإفشال تسليح الجيش العراقي إذ أن الأجهزة الإلكترونية الموجودة في هذه الطائرات مصنعة في كبرى الشركات الأميركية المصنعة للطائرة، مشيراً إلى أنه شعر بالحزن الشديد عندما علم بعدم إتمام صفقة السلاح الروسية والسبب لأنها صفقة نظيفة وأن بعض دول المنطقة تتوسل أن تشتري طائرات M98 لأن فيها مواصفات أفضل من طائرات الأباتشي الأميركية بمرات عديدة وهي نفس الطائرات التي طلبتها دولة عربية مجاورة وغنية بضعف سعر العراق ولم يعطوها.