وفاء (الرجل) لزوجته مطلبٌ إنساني وحق أُسري، من المفترض أننا نحن (الشرقيون) نتفوّق فيه على غيرنا بفضل (عادتنا وشيمنا)، وقبل ذلك بفضل الالتزام بأوامر وتعاليم ديننا الحنيف (دين الرّحمة)!.
هناك (قصائد) اشتهرت تُنقل وتُروى عمّن سبقونا من (الأجيال الماضية) تخلِّد لحب (الرجل العربي) لزوجته وهيامه بعد فقدانها، وحمل التاريخ لنا (سيراً عديدة) لأوفياء من (الزمن الجميل)، ولعلّ إحدى صور هؤلاء (الطيبين) تجدّدت في الكويت، عندما عرضت (فضائية كويتية) أمس الأول، قصة المُسن الكويتي (أبو حسين) الذي ظلّ يتردّد ويزور (قبر زوجته) على مدى الأعوام الستة الماضية، كنوع من الوفاء والتقدير لتلك (السنين) التي جمعتهما، يقول عشت معها (عمري كله) واليوم افتقدها، أحضر إلى هنا لأتذكّر كلّ لحظة جميلة عشناها سوياً، يغالب دموعه في لقطه (مؤثِّرة) وهو يقول: (ما أقدر أنساها)؟!.
تقول دراسة أعدّها باحثون في معهد (روشستر) بأمريكا، إنّ 30% من الأزواج معرّضون للوفاة بعد رحيل زوجاتهم (مباشرة) وخلال فترة قصيرة، لأنه يتأثّر نفسياً وصحياً بفقدان الشريك العاطفي الذي يهتم به، حتى لو كانت هناك (خلافات زوجية) وصعوبات طوال فترة حياتهما المشتركة!.
المثير أنّ الدراسة نفسها تقول: ليس هناك احتمال لتعرُّض النساء لخطر (الوفاة) بعد فقدهن لأزواجهن!.
لا إله إلاّ الله (حكمتك يا رب)، طبعاً هذا ليس رأيي الشخصي، بل هو رأي الدراسة التي استندتْ على أنّ كثيراً من النساء يعشنَ حياة أفضل بعد رحيل الزوج !! ولإبراء الذِّمّة ولكي تدعوا الأرامل بشكل (مُخصص)، فإنّ مُعِد الدراسة اسمه البروفيسور (خافيير اسبينوسا)، وبدوري لا أملك إلاّ أن أقول: (آمين) وتقبّل الله طاعاتكنّ!.
المتتبّع للقضايا الزوجية والخناقات المُلتهبة والمنظورة في المحاكم ومخافر الشرط، يعتقد أنّ (زمن الوفاء) ذهب (بغير رجعه) لأنّ المحاكم (تئن) بمعاملات وخصومات الأزواج لأتفه الأسباب، ومحاضر أقسام الشرطة تشهد على مدى حرص كل طرف على تسجيل وتوثيق ما يبدر من الآخر!!.
مؤخراً زرت (أحد المراكز الاستشارية) ووقفت على حالات (خلاف مريرة) يحاول فيها كل طرف الانتقام من الآخر، حتى لو لزم الأمر الإضرار بنفسية وحياة أطفالهما!.
إنهم للأسف (أزواج) تجرّدوا من المعنى الحقيقي والسامي (للأبوّة والأمومة)، بل إنّ الواحد منهم تخلّى عن (الحب الصادق) و(حسن المعشر) و(لين الجانب)!.
هل يجب أن نتجرّع (لوعة الفراق والفقد) لنغيّر من سلوكنا ؟!.
يبدو أننا لن نستطيع أن (نحب بصدق) بعد (فوات الأوان)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com