ربما نكون أكثر بلدان الوطن العربي اهتماماً بتأسيس الجمعيات الخيرية الخاصة بالمرضى، كجمعيات أمراض السرطان بكل أنواعه والفشل الكلوي والسكري والتوحّد والزهايمر وزراعة الأعضاء وغيرها كثير. وربما يكون هذا الحرص على تأسيس الجمعيات، نابعاً من مهنية القائمين على رعاية هؤلاء المرضى، فهم في نهاية الأمر يحتاجون إلى دعم من جميع شرائح المجتمع، سواءً بالمال أو الاهتمام أو حتى الالتفات والتعاطف.
لقد نقلنا هذه المبادرات الإنسانية من المجتمعات الغربية، التي لا تؤمن بالتكافل كما نؤمن نحن، وحاولنا بكل جهد أن نهز وجدان الناس بأخبار وقصص هؤلاء المرضى، إلاَّ أننا لا نزال نجهل لماذا لا يهتم سوى قلة بدعم هذه الجمعيات. هل لأنها صارت كثيرة جداً، ولم يعد الناس قادرين على التركيز في برامجها التوعوية المتنوّعة، أم لأن الناس لديهم قناعة بأن مسؤوليات هؤلاء المرضى تقع على عاتق الدولة وليس على عاتق المواطن المتخم بالمسؤوليات والمصاريف والالتزامات التي يعجز عن الالتزام بها.
أظن أننا لو نفكر بإنشاء هيئة وطنية لاحتياجات المرضى السعوديين، وأن نرصد ميزانية لها، بالإضافة إلى فتح حسابات يصب فيه حساب إبراء الذمة وتبرعات رجال الأعمال والمواطنين، ثم يتم تعيين مجلس إدارة يدير شؤونها ويوزع الاحتياجات المالية لكل جمعية على حدة، لكان الحال أفضل.