ما أكثر الأمور التي تشغل تفكير الناس بشرائحهم المختلفة..؟
إن استقينا الإجابة بشكل عام مما يقولون وينشرون، ويتحاورون، ويتصرفون.. فإنها تكاليف الحياة، وجهد العطاء، والرغبة في العدل، وتنصيب ضوابط تحق الحق، وتعطل الباطل.. والقضاء على الفساد بشتى أنواعه، والظلم بكل أشكاله.. وتمكين كل واحد منهم من التفاعل مع الحياة كما يشاء..
لكن إن استلهمناها من الوجوه الكالحة، للمتعايشين بسلام، وعلى مضض من وحشة الاغتراب في الحياة المعاصرة، فإنها هذه الفوضى العارمة في الحياة عامة، حيث تداخلت فيها الحقائق مع الأكاذيب، والباطل مع الحق، والخطأ مع الصواب، والكره مع الحب، والخداع مع الأمانة، وكل ما بعد ذلك من استفهام، وحسرة..
ومن الأكثر فإنها انشغالهم بالطبول المدوية، والأبواق الصامة، والرقص على الحبال الملونة، والصعود على الأكتاف الهشة، والوصول عبر التسلق الخلفي، والظهور في مسارب الأضواء.
ومن القليل فإنها اشتغالهم بالتأمل، والغور فيما يقال ولا ينطقون، وفيما يُرى ولا يرون، وفيما يجري ولا يقولون..
ومن أقل القليل من السواد الأكبر، فإنها القضايا الكبرى، تلك التي ترسم سعادة البشرية، وتوجه دفات مراكب التنفيذ، وتلهم أصحاب القرار نحوها..
بينما هي من قلة الأقل أنهم يستلطفون الله تعالى أن يلهم البشر خير السبل.. للعمل النافع، والحصاد المجدي.
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855