المجتمع المحلي، هو مجموعة الشرائح الأسرية التي تعيش في محيط مكاني واحد أو متقارب، كالحي أو القرية.. والمجتمع هو النواة الكبرى للأمة الذي بمكوناته يتألف المجتمع، الذي له الأثر الفاعل في تحقيق الأمن الاجتماعي، لأنه مسؤول عن الفرد وعن تصرفاته ويُعتبر الرقيب عليه.. ولأن المسئولية ذات طابع اجتماعي، فإن المجتمع يُحاسب الفرد عندما يُحدث خللاً يمس النظام الاجتماعي، لأن الفرد المسلم مسؤول أمام الجماعة المسلمة، ويكون المجتمع من خلال مؤسساته المختلفة وقاية للفرد، ولا يُعتبر تدخلاً في حريته، وإنما هو توجيه لها.
ومنهج التربية الإسلامية يغرس في المسلمين، المسؤولية الاجتماعية عن أمن وأخلاق المجتمع ولا يقصرها فقط على الأفراد، مما يُوقظ في المجتمع المسلم، أهمية الأخذ على يد الظالم، ونصرة المظلوم. قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}، فالمنهج الإسلامي يُوقظ في المجتمع استشعار أهمية المسؤولية الاجتماعية التي تحقق للمجتمع أمنه وأخلاقه، وأن واجبه عدم السكوت عن المنكرات والاستسلام لها، ويجب التناهي وفق قواعد متدرجة تحقق الأمن الاجتماعي.. وخُلق المواطن الصالح تسهم فيه الأسرة والمدرسة والمجتمع المحلي والمسجد والإعلام وكافة المنظمات المؤثرة في المجتمع، وتهدف إلى تزويد الفرد بالطاقات اللازمة لمعرفة الالتزامات القانونية والأخلاقية الملقاة على عاتقه، حتى يصبح مواطناً صالحاً يُحظى بالاحترام والرعاية، كما يجب أن تكون التربية الوطنية متكاملة من خلال تجسيد الناحية الفكرية والعاطفية بشكل يُؤدي إلى بناء المواطن القادر على المشاركة في تحقيق أمن المجتمع والمشاركة في الأنشطة الخدمية والعمرانية والعمل التطوعي لخدمة البيئة والمجتمع المحلي.
واحة الأمن الفكري: الفكر الإنساني حتى يكون في إطار سليم، لا بد أن يكون نابعاً من عقيدة سليمة، لا تُؤثر فيها المذاهب الضالة والتيارات الفكرية المنحرفة.
hdla.m@hotmail.comباحث في الشؤون الأمنيّة والقضايا الفكريّة ومكافحة الإرهاب