وأدّ زكاة العلم واعلم بأنها
كمثل زكاة المال تمَ نصابها
كل من آتاه الله مالاً أو علماً أو جاهاً، أو أي منحة، فيجب عليه أن يؤدي زكاتها، ويدفع ضريبتها... ليكون له غُنمها، وعليه غرمها، له بِرها وعليه ضرها والعربي يقول:
وجَبَتْ علي زكاة ما ملكت يدي
وزكاتي جاهي أن أُعين واشفعا
وبقدر ما للوجيه أو للعالم من مكانة مرموقة، يحمد الله عليها...
فبنفس الوقت يكون عليه العتب والتوبيخ والعقاب مضاعفاً إذا حصل منه ما لا يليق من هنات، وهفوات وزلات لأنه قدوة وأسوة للمجتمع... وإن لم يكن ذلك كذلك فهو المفترض...
حتى إن الله سبحانه توعد نبيَه (صلى الله عليه وسلم) أنه إن ركن إلى الكفار (وحاشاه ذلك) فإن الله سيضاعف له العذاب ضعفين (وَلَوْلاَ أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً (74) إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا(75)).. أي يضاعف له العذاب ضعفين لأنه نبي مصطفى!! فالعقوبة بقدر الفاعل ومكانته...
بل قال تعالى لزوجاته (صلى الله عليه وسلم) {مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ}، والفاحشة في حقهن هي سوء الخلق وخشونة العشرة مع الزوج, وليست الفاحشة في حقهن هي الزنا والعياذ بالله, لأنه كما قال (صلى الله عليه وسلم): (ما زنت زوجة نبي قط)... وكذلك من يقنت منكن لله ورسوله نؤتها أجرها مرتين... فكل بحسبه وكل على حسب موقعه ومكانته....
فهذه الأحكام نسقطها اليوم على من يخادعون المجتمع بالدين، ويتمسحون مسوح الدين فيلبسون جلود الضأن وقلوبهم قلوب الذئاب.. فيقع منهم بعض الهفوات والزلات، يجب أن يضاعف له العذاب ضعفين أسوة بنبيه (صلى الله عليه وسلم) لأنه يدعي أنه يقتدي به!! وإن كان كاذباً في ذلك فهو جزاؤه!! وكذلك كل وجيه له ما له وعليه ما عليه، وكذلك رجال الأمن وبعض المسئولين الذين ربما وقع منهم استغلالاً لمناصبهم وموقعهم لأنهم يعرفون من أين تؤكل الكتف!! فيجب أن يضاعف لهم العذاب ضعفين!! وكذلك من يزيفون الشهادات العلمية، ويلمعون بها أسماءهم العفنة، ويمهرون بها وظائفهم المزيفة!! التي أستغرب على وزارة التعلم العالي التي لا تزال تراوح مكانها في القضاء على هذه الظاهرة الخبيثة، التي ما فتئت تطل علينا برأسها هذه الأيام، نعم عجزت أن توقف هذا التزييف العلمي الذي يخدش كياننا العلمي، ويفقده مصداقيته، ويدوس أنفه بالرغام!!! فمن استغل الدين يجب على المجتمع بجميع فئاته أن يوبخه ويواجهه ويوقفه عند حده ويفضحه على رؤوس الأشهاد!! خصوصاً إذا تكرر ذلك منه لأنه يهدم الإسلام برمته ويشوه مجتمعنا، ويشوه صورة دولتنا (واللي فينا كافينا)... فخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد وأطروهم على الحق اطهرا...
فلا تحتقر نفسك أخي المواطن وأنت الأعز وأنت الأعلى، فلا ندع لهم فرصة يضحكون على ذقوننا ويشوهون وجه ديننا العظيم.. وإن وجدوا فأرجو الله أن يكونوا قلة، وليست ظاهرة... علما بأن هذا إن وقع فهو نادر بحمد الله لكن الإعلام يضخم المواقف ويضرب بها طبول تشويه السمعة، فلا تجعلوا للإعلام عليكم سلطانا مبينا، والسلام عليكم.
- محافظة رياض الخبراء