نيويورك - عبدالمحسن المطيري:

هل كان فيلم المخرج سام مانديس الأخير (Sky fall) من أفضل أفلام سلسلة جيمس بوند ؟. في الحقيقة نعم، ولكن هذا لا يعني أن الفيلم كان خارقاً أو تحفة، ولكن لأن أفلام جيمس بوند السابقة أصلاً متواضعة، إذا استثنينا بالطبع تحفة شون كونري (Goldfinger) مع فيلم (Quantum of Solace) والذي غير شكل السلسلة من عالمها الفنتازي إلى الواقعية.

فيلمنا هذا يبدأ قوياً وينتهي ضعيفاً تلك هي المشكلة التي وقع فيها سام مندس مخرج الفيلم. حيث نجد في بداية العمل واحدة من أعنف وأقوى المشاهد التي تمت صناعتها في تاريخ سلسلة جيمس بوند، صور عنيفة، أصوات ومؤثرات تجعلك مشدوداً في الثانية الأولى، مفاجآت في المشاهد الأولية كانت بحق بداية ذكية لشد الجمهور.

يبدأ الفيلم بمشهد مطاردة عنيف بين العميل 007 جيمس بوند ورفيقه له تابعه للمخابرات البريطانية مع أحد الأعداء، عنصر المفاجأة كان هو الأبرز في إخراج هذا المشهد خصوصا أن الجمهور تعود كثيراً على قدرة جيمس بوند الهائلة على الخروج من أي أزمة يواجهها بأقل الخسائر وهذا الذي لم يحدث في مشاهد البداية في واحدة من أذكى البدايات وتحسب بلا شك للمخرج والذي أتقن أخراجها بشكل فني بديع.

هناك عدو مرسوم بعناية وتلك نقطة أيضا تحسب للفيلم، دائما في أفلام جيمس بوند نجد العدو هو ذلك الروسي المدمن للخمر تحوم الحسناوات مع حوله ثم يأتي جيمس بوند ويخلصنا منه، أو في نشاهد في أفلام سابقة للسلسلة عدو بوند هو إما آسيوي لا يجيد التحدث الانجليزية بطلاقة أو ساذج من أفريقيا.

في هذا الجزء نجد أن المفاجأة كانت أولاً أن عدو جيمس بوند هذه المرة هو بريطاني وليس بريطاني فقط بل كان يعمل ضمن جهاز المخابرات البريطاني (إم آي 6)، ثانياً هو رسم شخصية عدو بوند ودوافعها وأهدافها مختلفة عن تلك السذاجات التي كنا نسمعها دائماً مع أعداء بوند في الأجزاء السابقة.

وأخيراً هي إسناد الشخصية لممثل بحجم وقيمة خافيير بارديم. ولا ننسى الشخصية الرائعة جداً بالفيلم والمتمثلة بالنجمة الفرنسية بيرينيس مارلو والتي قامت بدور فتاة بوند في دور جيد مقارنة بسابقاتها على شاكلة هاري بيري وأخواتها.

فيلم جميل يستحق المشاهدة خصوصا في صالات سينما الآيماكس، وحتماً سيجد ترشيحات لفئات الصوت والمؤثرات في موسم الجوائز بعد شهر من الآن، ولا تنس أن تستمتع بأغنية المطربة Adele الرائعة في بداية الفيلم، درجات الفيلم تنقص نظراً لمستوى الضعف في الرتم خصوصا في الجزء الأخير من الفيلم، ربما لأن المخرج بالغ قليلاً في التركيز على الأحداث الدرامية أكثر من الإثارة والأكشن وذلك في نظري خطأ لأن سلسلة جيمس بوند مصنوعة للمتعة البصرية والتي لا مانع أن تأتي مع بناء درامي متين تماماً كما يحدث مع أفلام سبيلبرغ ونولان.