انطلقت أمس في عاصمة مملكة البحرين دورة كأس الخليج العربي، الدورة التي شكّلت بداية مسيرة الوحدة الخليجية، فبعد أن تفتّقت قريحة الأمير خالد الفيصل مدير رعاية الشباب في عام 1970م، عن هذه الفكرة الرائعة التي اعتبرها البداية الأولى للبنة مسيرة التعاون لإقليم الخليج العربي، البداية كانت بأربع دول هي المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ودولة قطر والبلد الذي استضاف الدورة مملكة البحرين.
من بدايتها كانت الدورة واعدة وحماسية ومشوّقة، فقد كانت بداية تطوُّر كرة القدم في إقليم الخليج العربي، الذي امتدّ نشاطها إلى اليمن السعيد، والآن وبعد 42 سنة أصبحت الدول المشاركة ثماني دول، فبالإضافة إلى دول مجلس التعاون الست هناك العراق واليمن.
هذه البطولة التي أكدت وحدة إقليم الخليج العربي، خاصة في مجال الشباب الذي تفاعل مع مبارياتها، وأصبحت الدول تهتم بتطوير منشآتها الرياضية، وتجلب أفضل الكوادر التدريبية والأجهزة الفنية والطبية، وعبر طريق دورة كأس الخليج العربي، وصل الخليجيون إلى أكبر المحافل الدولية الكروية، حيث وصلت المملكة العربية السعودية إلى مباريات كأس العالم أربع مرات والكويت والإمارات والعراق، كما تسيّدت المملكة العربية السعودية قمّة كرة القدم الآسيوية، وحصلت على بطولتها ثلاث مرات، كما حصلت دولة الكويت على بطولة آسيا، وهكذا وعبر دورة كأس الخليج العربي، أصبح للخليجيين حضورٌ قويٌّ على المستوى القاري والدولي، ولهذا فإنّ الخليجيين وبالذات الشباب، يحتفون كثيراً بهذه الدورة ومبارياتها التي أصبحت متكافئة وحماسية بعد أن تقاربت مستويات الفرق، ولهذا فإنّ أيام البطولة التي بدأت أمس وستستمر طوال الأسبوعين، ستشهد مملكة البحرين خلالها تدفُّقاً كثيفاً من الشباب الخليجي على ملعبيْ خليفة والوطني، مما يتطلّب حرصاً والتزاماً بالأنظمة والقوانين، وأن يكون تشجيع الجماهير لفرقها تشجيعاً حضارياً، لا يخرج عن الضوابط وأن تقدِّم الجماهير الصورة الحقيقية عن تماسك وتألُّق أهل الخليج العربي، وأن تخرج المباريات بصورة جميلة، بعيدة عن التجاوزات التي حدثت من بعض الجماهير في دورات سابقة. وبما أنّ مملكة البحرين ترتبط مع المملكة بجسر الملك فهد، ما يجعل وصول الجماهير السعودية إلى البحرين سهلاً، ويتوقّع أن يكون كثيفاً، فإننا نناشد هذه الجماهير أن تكون منضبطة وأن يكون تشجيعها حضارياً، وأن لا يخرج أحد عن الضوابط، خاصة وأنّ مملكة البحرين تواجه محاولات لا تغيب عن الشباب السعودي، تستهدف الإضرار بأمنها واستقرارها، ولهذا نطلب من جماهيرنا الخليجية وبالذات السعودية، أن تكون عوناً لإخواننا في البحرين حتى يتمكنوا من إخراج العرس الكروي الخليجي بصورة جميلة تعزِّز التوجُّه الوحدوي لأهل الخليج العربي.
jaser@al-jazirah.com.sa