غني عن البيان أن البحث العلمي في المؤسسات العلمية في المملكة العربية السعودية قد بلغ شأناً كبيراً ونمت أنساقه نمواً عظيماً وتوظيفه في البناء الكلي للجامعات السعودية وتحت إشراف وتوجيه علمائها الأفاضل وأساتذتها وباحثيها الأجلاء وهم يحملون مسؤولية البحث العلمي وتنميته وتطويره بما هم عليه من علم ومعرفة -فضل من الله العلي القدير- وبما يكتسبونه من القدرات العلمية والفكرية.
ونحن نطمع من هؤلاء العلماء الذين نحمل لهم كل تقدير واحترام أن يستفيدوا من موسوعة ثقافة الجزيرة العربية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ونطمع في المزيد من جهدهم البناء وإبداعاتهم العلمية الخلاقة بأن يولوا اهتماماً أكبر بمضامين كرسي الوحدة الوطنية بجامعة الإمام. إنها دعوة مفتوحة لكل الباحثين في عمل نراه عظيماً ونأمل من باحثينا ومفكرينا بأن يدلي كل منهم بدلوه في معين الفكر النظري والاجتماعي والثقافي، وكذلك تحليل وتفسير ديناميات الثقافة والوقوف على بواعث جدلية العلاقة بين ثقافة العولمة (المهيمنة) والثقافة العربية التليدة بين ثقافة العولمة البرجماتية وثقافة الكفاية والعدالة والتكافؤ، أي بين المدرك النفعي، والمحدد القيمي، وبين هذا التباين والتعدد هل يمكننا المساهمة في وضع (موسوعة ثقافة الجزيرة العربية) تحمل اسم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي أوضح في محاضراته في جامعة أم القرى والجامعة الإسلامية أنه فعلاً يستحق مسمى هذه الموسوعة حتى تكون عوناً في إعداد دراسات مستقبلية في التنقيب الممنهج للبحث في طبيعة الثقافة العربية التي تتناول نظريات ومفاهيم ومبادئ وأبعادا ومحددات وأفكارا ذات الصلة بالعلوم المهتمة بمجالاتها والثقافة والاجتماع الثقافي والاجتماع المعرفي والأنثروبولوجيا الاجتماعية وغيرها من علوم اللغة والأدب المقارن والنفسي والسياسة والاقتصاد.. وغيرها.
على أن يلي ذلك بإذن الله عمل دائرة معارف سعودية لا تقل أهمية عن دائرة المعارف البريطانية لتكون مرجعاً يدون فيه اسم سموه لا من حيث الأطر الثقافية ومحدداتها ومجالاتها وآليتها وأدواتها وانتفاء مدخلاتها وتطوير عملياتها والتعامل مع مخرجاتها.
فكم نحن في حاجة لهذا العمل والله الموفق والمعين.