في الطريق وقفتْ أمامي سيارة وقد طمس سائقها رقمين وحرفين من لوحتيها! لفت هذا التصرف نظري فأجريت اتصالاً سريعاً مع المرور للتبليغ عنه، ولكنني تفاجأت ببرودة الرد من لدن مستقبل المكالمة، وتكرار سؤاله: حادث؟ أين؟ وحينما أخبرته بعدم حصول حادث وطلبت منه التركيز قليلاً لأبلغه بوجود سيارة مخالفة بسبب لوحتها المطموسة؛ أبدى سخريته عبر ضحكة صفراء وأغلق الخط!!
تبعت السيارة لمسافة مناسبة لمعرفة ما ينوي السائق اقترافه من سلوك مروري سيئ جعله يلجأ لهذا التصرف، إن لم تكن السيارة مسروقة أو ستستخدم بعمل إجرامي أو إرهابي!
بدأ السائق ينحرف من اليمين لليسار متنقلاً بين المسارات، داخلاً بين السيارات بطريقة احترافية حلزونية لا يحسن سلوكها بهذا الازدحام والتحويلات بهذه الطريق!
وبالمصادفة وقفت بجانبي سيارة مرور أمام الإشارة الحمراء وخلف السيارة المخالفة فقلت الحمد لله سيتم إلقاء القبض على السائق المخالف، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث!! بل إن ما حصل هو استغلال سائق السيارة الوقت القصير الفائض بين إضاءة الإشارات لينطلق ونحن وقوف أمام الإشارة الحمراء بصحبتنا سيارة المرور المهيبة بلونها وأنوارها المخيفة.
توقعت أن يتبعه رجل المرور حال إضاءة إشارتنا مؤذنة بالانطلاق، ولكن ما حصل غير ذلك حيث اتخذ شرطي المرور طريق الخدمة متوقفاً أمام محل للقهوة. مما أصابني بالحسرة، وتابعت طريقي، ووجدت فيها صاحب السيارة المخالفة حراً طليقاً وقد توقف أمام إشارة مرور تكتظ بالسيارات التي لم تمنحه الفرصة باجتيازها خضراء كانت أو حمراء فلديه الحصانة الكافية للقيام بجميع المخالفات دون اصطياد ساهر له طالما قد أخفى معالم لوحته تلافياً للرصد الآلي.
عدت لمنزلي وأنا في حالة من القهر والغضب ليس بسبب المخالف، فقد شربت هم وغم تصرفه طيلة متابعتي له في الطريق، وما كان غيظي إلا بسبب تخاذل رجل المرور الذي كان من واجباته مراقبة السير والقبض على المخالفين، ولكنه تخلى عن مسؤوليته وخلع رداء الأمانة ولم يحاسب المخالف الذي كان أمامه مباشرة وتجاوز الإشارة ولم يتبعه ويحاسبه على طمس اللوحة! وما سبقه من تهاون رجل المرور الذي تلقّى اتصالي واستخف به!
ما سمعته مؤخراً وضاعف الحنق في نفسي، والقهر في وجداني هو تعاطف وشفقة بعض رجال المرور مع المواطنين المستهترين الذين يبطش ساهر بجيوبهم لذا يكتفون به مؤدباً!! برغم أنه لا يحيط بجميع المخالفات بما يشير إلى أن ما شاهدته في الطريق ليس طارئاً وإنما دائماً ومتكرراً ولا يخفى عن عين المرور وأدركت استخفاف الشرطي باتصالي.
وحينما تتحول الرحمة والرأفة من المجني عليه للجاني، ويصبح المرور سائباً وغير رادع؛ فإن جميع الإجراءات التي تقوم بها الإدارة العامة للمرور لتعزيز سبل السلامة، والالتزام بالقوانين والأنظمة المرورية بإقرار الغرامات من خلال برنامج ساهر لحماية المجتمع من نتائج حوادث المركبات بأنواعها وزيادة الوعي المروري بين أوساط المجتمع ستبوء بالفشل.
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny