مَنْ اقتلعَ ورود السلام وزنابق أرواحنا، ليزرعها في غير منابتها الأولى؟!.. من أعاد غرسها في حقول القنّب والشر والأفيون، حتى إذا ما سقتها أحماض البارود ولدائن الديناميت واشتد عودها الطري تحزَّمت بالقنابل، وتدحرجت من هضاب الوهم لتجتاح حقول الحياة لتملؤها بالدم والدخان.
لماذا نحن فقط يُثار في سمائنا الموت والغبار والعويل، لماذا تنتحر زنابقنا البهية في أوج العطاء من أجل المتاجرين بالأرواح في سبيل تحقيق مجدهم الشخصي الضئيل، وهم ينأون بأرواحهم عن مكامن الهلاك، لماذا تجتاح هذه الورود المقنبلة منابتها الزكية بالحرائق؟.. ولماذا تنفث رائحة البارود، بدلاً من عبيرها النفّاذ؟، يا إلهي من غذّى هذه الأزهار بالكراهية والحقد، وأحالها إلى أشجار متوحشة تتغذّى بالدم وتفوح بالرعب وتنشر الخراب؟
يا إلهي مَنْ يُنقذنا من جهلنا الذريع وانتحارنا الفظيع، من يُطفئ النارَ التي أخذت تسري، لتأكلنا ونحن نتفرج؟