غابتْ مع الأمسِ لم ترحمْ نداءاتي
فأشرقتْ في فضاءِ الصمتِ آهاتي
محرابُ حبٍ لنا بالأمس نقصدهُ
نرتلُ الحبَ في أسمى ابتهالاتِ
اِخترتها من زهورِ الكونِ لي أمَلاً
وما علمتُ بأنّ الزهرَ مأساتي
أميرةَ القلب يا حباً أقدسهُ
والحبُ أعظمُ ذنبٍ في خطيئاتي
فتحتِ باباً إلى المأساة يا عجباً
هل تعلمين بمن بالباب؟ مولاتي!
مدينةُ الحزنِ إنّي اليومَ حاكمها
أرويتها بنزيفٍ من جراحاتي
وطفتُ في بلد الأحزانِ منتحباً
ترددُ الشكوى والمأساةَ ناياتي
وتلك مقبرةُ الأحلامِ تذكرني
بالأمسِ واريتُ فيها طُهْرَ غاياتي
صليتُ في معبدِ الأشواق أزمنةً
والمعبدُ اليومَ يخلو من صلواتي
ولم تزلْ بضميري اليوم أسئلةٌ
هل غبتِ؟ أم ذاك ضربٌ من خيالاتي
هل أغرق الهمُ هذا اليوم مملكتي
وهل ستغدو بلا شمسٍ صباحاتي
هل يعرفُ الناسُ ما بال ُ المحبِ أسىً؟!
والكونُ يعرف شيئاً عن معاناتي
أذّنْتُ في ساحة الذكرى لتسمعها
أنا المعذّبُ في دنياهُ مولاتي
أكفكفُ الدمع من عينيَّ منطوياً
كي لا يرى الناسُ في عيني انكساراتي
يا حزنُ مزقتُ هذا اليوم أشرعتي
فليغرقِ الحلمُ في بحر المتاهاتِ
أمشي وأحملُ قيثار الأسى بيدي
وفي جواركِ شيعّتُ ابتساماتي
- مفلح الشمري