لا يشك منصف فيما تقوم به الإدارة العامة للمرور والإدارات الفرعية من حرص على توفير حركة سير آمنة وانسيابية، واهتمام بالغ بالحد من الازدحام المروري في مختلف مناطق المملكة، وضمان السلامة المرورية العامة لحماية أفراد المجتمع من حوادث السير ونتائجها المأساوية. بعد نشر مقالي (المرور السائب) تلقيت اتصالين من المدير العام للمرور اللواء عبد الرحمن المقبل ومدير مرور الرياض اللواء عبد العزيز أبوحيمد لمناقشة ما ورد في المقال، وضرورة تفاعل رجال المرور مع مخالفات السير والتبليغ عنها. وأعلم يقيناً أن ما يبدر من تصرف غير مسؤول من فئة قليلة منهم لا ينم مطلقاً عن سياسة الإدارة العامة أو إدارات المناطق والمحافظات. وندرك الجهود الجبارة التي يقوم بها الجميع، ولكن المواطن لا يكاد يطلع إلا على الجانب الذي يواجهه، وقد يظهر سلبياً، إلا أنه لا يلغي الجوانب الإيجابية، ونظل ننشد الكمال في بلد زاخر بالعطاء، ويحكمه شرع مطهَّر، ويسوده نظام صارم ورجال مخلصون!
وما نطلبه ونطالب به هو الحزم بلا هوادة في تطبيق القانون على الجميع، تماماً كما فعله برنامج (ساهر) الذي بسببه بدأ يعلو الصياح وتكثر منه الشكوى، وهو دليل على عدالته ومصداقيته وبطشه بالمستهترين؛ حيث كان الجندي يتعاطف مع السائق فلا يحرر له مخالفة، أو يتجنى عليه للحصول على إيراد مخالفات أكبر كما يشاع وفقاً لمقولة (يخلَّص دفتر القسائم)!!
والحق أننا نتطلع إلى توسيع نطاق الرصد الآلي جغرافياً لمراقبة مخالفات مرورية إضافية كالالتفاف من أقصى اليمين لليسار عند إضاءة الإشارة، والوقوف أمامها أقصى اليمين وتعطيل مرور باقي المركبات المتجهة لليمين، والانتقال المزعج والمخيف بين السيارات في الطرق السريعة، ورصد أخطاء وقوف السيارات بالمواقف العامة وأمام المحال لفترة طويلة وحجزها مركبات أخرى، وكذلك مراقبة حركة المشاة أمام الإشارات والحد من تعطيلها السير والتعرض للحوادث.
أما الشفقة والرحمة والرأفة التي يحسن أن تقدم لسالك الطرق والشوارع فهي عدم تخفي سيارات الرصد الآلي، وتفعيل المرور السري، وزيادة زرع لوحات تحديد السرعة كل 500 متر بحيث تكون بارزة على الجانب الأيمن من الطريق ووسطه وتحت الجسور وفي الأنفاق، ومكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية، حيث إن أغلب سائقي المركبات من الأجانب لا يعرف العربية، إضافة إلى وقف مضاعفة الغرامة، لتخفيف التوتر وبناء جسور الثقة بين المجتمع والمرور لتأكيد أن الغرامة عقوبة وليست جباية.
وما نأمله هو السعي لتحسين مستوى كفاءة العاملين في مجال المرور، والمساهمة الفعالة في نشر ثقافة الوعي المروري لدى الشباب، وما يرافقها من تنمية وتطوير إحساسهم بالمواطنة وبالمسؤولية المشتركة لتحقيق السلامة العامة، وترسيخ الوعي الاجتماعي نحو مفهوم الثقافة المرورية بمفهومها الشامل.
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny