فاصلة:
((ينبغي أن يكون لنا سيقان قويّة لتحمل الأيام المزدهرة))
- حكمة ألمانية -
بالرغم من أنّ هناك أصوات تقلِّل من وجود 30 عضوة في مجلس الشورى في ظل إما عدم إيمانهم بقدرات المرأة أو عدم إيمانهم بمساندة المجتمع لها، إلاّ أنها بالفعل خطوة جادة باتجاه تمكين المرأة إذا ما تبعها بالفعل عمل جاد من العضوات، وتفهُّم بالفعل لما تريده المرأة السعودية، وهذا لا يعني انفصالهم عن قضايا المجتمع بجميع أفراده.
ولكن حبذا لو بالفعل عرفن أين الخلل في التعاطي مع قضايا المرأة في مجتمعنا، وهذا لا يمكن لنا معرفته والمجتمع لا يوجد به هيئة خاصة بشئون المرأة.
مشكلة المرأة السعودية أنها الوحيدة على مستوى الخليج إنْ شئنا التحديد، لا تعمل وفق أهداف محدّدة ومطالب النساء فيها مختلفة، ولا يوجد إجماع فيما بينهن عليها وهي إشكالية تعرقل تحقيق أيّ هدف.
لكن المرأة السعودية بالمقابل لديها من الوعي الديني ما يجعلها تستطيع المطالبة بحقوقها، استناداً إلى نصوص شرعية تؤيد مطالبتها لتك الحقوق.
هي رؤية منبثقة من إيمان أكيد بأنّ دين الله الإسلام لا يظلم أحداً.
إنّ مشروعاً مثل توثيق النصوص الدينية التي تكرم المرأة، هو أقوى ما يمكن أن نغيِّر به الصورة النمطية عن المرأة، والتي رسخت في ذهنية بعض أفراد المجتمع.
كما أنّ تدريب وتأهيل عضوات مجلس الشورى للعمل السياسي، لا بد أن يكون ضمن استراتيجية المجلس، فلا يمكن أن نزج بالمرأة إلى معترك السياسة دون تأهيل وكأننا نترقّب فشلها.
بقي أن أقول إنّ للإعلاميات دوراً كبيراً في المرحلة القادمة لدعم هذه الخطوة، وكنت أتمنى من المؤسسات الإعلامية أن تقوم بدور صحيح في هذه المرحلة، بتدريب منسوباتها ومنسوبيها ضمن البرامج التدريبية، كما تفعل كل المجتمعات الحضارية التي تؤمن بالمرأة شريكاً تنموياً.
الأمر ليس رفاهية، إنما لذلك دور كبير ينعكس على وعيهم بتمكين المرأة وعلى المواد المنشورة في وسائل الإعلام، فهذا أفضل من أن نجد في صفحة واحدة من أي جريدة مادة عن إنجاز علمي لامرأة سعودية، ومادة أخرى تلمز إلى فشل المرأة في إحداث التوازن بين مسؤولياتها في المنزل والعمل.
سيؤخِّرنا التناقض والتشويش في إيماننا بدور النساء في المجتمع إنْ لم نعِ لخطورته المستقبلية.
nahedsb@hotmail.com