|
المنامة – أحمد العجلان:
أبدى أمين عام اللجنة الأولمبية السعودية ومدير إدارة شؤون المنتخبات السابق الأستاذ محمد المسحل أسفه لخروج المنتخب السعودي من كأس الخليج المقامة في البحرين.. وقال المسحل بالرغم من أنني تركت عملي في إدارة شؤون المنتخبات منذ أكثر من شهر إلا أنني بالفعل تأثرت مثل أي مواطن محب لمنتخب وطنه لما حدث لمنتخبنا الأول في البحرين من إخفاق.. وأضاف وقد زاد تأثري عندما شاهدت وما زلت أشاهد ردود الفعل العاطفية والمتشنجة التي تصدر من بعض الجماهير المشحونة ومن بعض الشخصيات المؤثرة في الوسط الرياضي وهذا ليس بسبب رأيهم في الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين وليس لاعتقادهم بأهمية كأس الخليج لسمعة الكرة السعودية فهذه آراء نسبية تختلف من شخص لآخر ولكنني أتأسف على الفهم المغلوط لعمل المنظومة الرياضية في البلد والذي يحتاج لكثير من الإيضاح والتصحيح.. وأكد المسحل بأنه كان يعتقد أن هؤلاء القلة كانت تعي ما يدور ويحدث ولديها الجرأة للخروج والصدح بالحقيقة التي أصبحت واضحة للجميع منذ 2006 بل وقبل ذلك بدلا من الانجراف مع التيار العاطفي أو الممنهج بطيب نية بدون شك.
وحول المدرب رايكارد، قال رايكارد: يا عزيزي أتى مثل من سبقوه كمدرب للمنتخب الأول ولديه جيل جاهز من اللاعبين المحترفين وليسوا الهواة أو الناشئين وهو بالتالي جيل من مخرجات بيئتك الكروية وعندما أدرك أن غالبية عناصره يعانون نفسيا ومعنويا من تأثيرات إخفاقات سابقة أو من نقص فني أو بدني حاول أن يطعم منتخبنا الذي لم يوفق مع ناصر الجوهر ووبيسيرو بنجوم شباب وهو أمر بالطبع يتطلب تركيزاً وتدرجاً ووقتاً كافياً لتطبيقه، ولكن المشكلة أنك تعيش في بيئة عاطفية تنظر للعمل من عين الإعلام الرياضي الذي وإن كان يعمل لصالح الحركة الرياضية والشبابية من ناحية المبدأ، إلا أننا لا ننكر أنه بدأ يغلب عليه التعصب للأندية والأشخاص أكثر بكثير من التوحد من أجل المصلحة العامة وهو ما جعلها تتحكم بالرأي العام كيفما شاءت..!
وأضاف عن الإعلام بل إنه ينال كثيراً من معنويات اللاعبين قبل مشاركاتهم مع منتخب بلادهم بطريقة غريبة ومؤسفة.
وقال في حديث موجه لرجال الصحافة: أخي الحبيب أن تعترف بالبحوث والتحقيقات المبنية على منطق علمي وأتوقع من خلال فكرك النير البعيد عن التشنج أن تبحث عن الحقيقة بعيداً عن العاطفة الجياشة التي تهيج بعد أي خسارة أو حتى مع أي إنجاز، لتعي أن تعامل الأندية وخصوصاً التي يتم استقطاب معظم اللاعبين منها مع المنتخبات لم تكن معاملة مشجعة على الإطلاق لا في وقت رايكارد ولا من سبقوه..! بل وكانت هناك محاولات كثيرة مباشرة وغير مباشرة للتأثير على اللاعبين الذين يتم ضمهم للمنتخب الأول والأولمبي على الأقل أما بالطلب من اللاعب والضغط عليه للتظاهر بالإصابة أو بعدم التفاعل مع المنتخب في التمارين والمباريات لتفادي الإصابة التي قد تفقده عقده.. وبالتالي عقله..!
وأضاف كنت أنا وفريق عملي دائما ما نتصدى وبقوة لكل هذه الأمور بالتشجيع والمكافآت والنصائح والإصرار على استقطاب اللاعب الذي نحتاجه مما أجج علينا ترسانات إعلام جميع هذه الأندية وهذا أمر مثبت في الصفحات الرياضية وتسجيلات البرامج التلفزيونية.. ولكن عندما ننجح ببقاء اللاعب مع منتخب وطنه يظل تأثير مثل هذا التجاذب بيننا وبين النادي واضحاً على اللاعب وروحه في الملعب للأسف.. !
وشدد على أن هناك ركاكة في الأنظمة الانضباطية لكثير من الأندية وقلة اهتمام بالنشء من جميع النواحي.
وقال للأسف إننا عندما نقوم بواجبنا تجاه المنتخبات السنية والبراعم نهاجم على أن هذا دور الأندية وليس المنتخبات..! وكأن الأندية أصلا تقوم بدورها أو أنها تطالب بالقيام به..!
وأكد المسحل بأنه سعيد بما قدمته إدارته لتكوين منتخب لعام 2018 و2022م
وقال ولله الحمد فإن منتخباتنا السنية سيطرت على جميع البطولات الخليجية والعربية وهي منتخبات علمنا عليها لتشكيل منتخب أول لكأس العالم 2018 و2022 م بل وخرجت لاعبين يلعبون الآن في فرقهم الأولى وفي المنتخب الأول.. وقال إن هناك من يريد منا عمل المعجزات لخلق منتخب أول بطل ونحن لا نزال نبني هذا المنتخب بشكل تدريجي.. وهناك مشاكل داخلية في المنظومة ولكن المشكلة الكبرى هي في إدارات الأندية وفكرة الأندية فيما يخص استراتيجية تعاملها مع اللاعب منذ صغره في النادي وعند ضمه لمنتخبات وطنه!!
وقال في أوروبا قاموا بمشروع بدأوا به قبل نحو 25 أو 30 سنة وهو مشروع قومي متكامل يشترك فيه البيت والمدرسة والنادي والجامعة والمؤسسة الرياضية وبدأته اليابان وأستراليا من 18 عاماً و10 أعوام على التوالي وبدأته الإمارات منذ 8 سنوات بهدوء ورصانة وكلهم خرجوا بمنتخبات ناجحة ورصينة وبدأناه نحن قبل عام ونصف فقط ولم تترك لنا حتى الفرصة للعمل بهدوء وللأسف لن تترك لغيرنا طالما وجد هذا الانفلات الإعلامي الممنهج في كثير من الأحيان.. ولذلك أرى أنه بالرغم من أن الدوري السعودي ينظر له البعض على أنه دوري قوي بسبب اللاعبين الأجانب إلا أن المنتخب لا يوجد به خط هجوم يمكنه التسجيل بسهولة أو خط دفاع يمكنه الصمود حتى أمام منتخبات أقل خبرة وهي المراكز التي سيطر عليها اللاعب الأجنبي في أغلب الأندية منذ حوالي عقدين للأسف.. وقال إن اهتمام الأندية باللاعبين من منظور احترافي يبدأ متأخراً جداً وأعتقد أن طلب الكثير ممن يطالبون دائماً بالتضحية برأس المدرب ككبش فداء لأي إخفاق والذي يبنى على ما لا يحيطون به علما فإنه قد يحصل ما يحصل عادة وتتم الإقالة كما حصل مع بيسيرو والجوهر وكالديرون وفينجادا وليوبنهاكر وماتشالا وآخرين كثر... ليظل بذلك المدرب في المملكة لا يكمل العامين منذ عقود وما زلنا نتبع عواطفنا بانتهاج الحل الأوحد بعد أي خسارة بإنهاء عقود المدربين وترك الأسباب الرئيسية لهذه الإخفاقات.. ولكي نثبت للجميع بأن مشكلتنا ليست في المدربين فقد أتينا بمدرب عالمي نال اختياره على تأييد شريحة كبيرة من النقاد والمحللين والمتابعين ومع ذلك عدنا مرة أخرى للمربع الأول للتضحية به لأن العاطفة ما زالت هي المسيطرة.. وقال للأسف ما زلنا غير مستوعبين بأن لدينا مشاكل في منظومة العمل على النشء بناء على مشروع يجب أن يؤمن به الجميع ويشترك فيه الجميع..!
وشدد على أن سمعتنا الدولية تلطخت بهوس إلغاء عقود المدربين والتي تسببت علينا بصعوبة إيجاد مدرب للمنتخب وستزيد لدى الأوساط الرياضية الدولية بعد رحيل ريكارد، وقال نحن الذين قلنا في غير مرة بأنه باق حتى نهاية عقده نخالف ما قلناه الآن ونقول بشكل غير مباشر أنه مدرب سيء وأن عناصرنا جيدة..!! أو أننا عاطفيون باتخاذ القرارات وكلاهما أمر مؤسف.
وأكد المسحل بأن المنتخبات السنية بدأت تعمل بشكل صحي ومثمر وكلي أمل بكــم ألا يتم حرق الأخضر بحجة وجود اليابس .. !