للأسف الشديد نستقبل يومياً بلاغات عنف أسري في وحدة الحماية الاجتماعية بالرياض ترتبط بالدرجة الأولى بالعنف المتدرج من الشديد إلى الإهمال والعنف النفسي والحرمان من الحقوق الشرعية والحياتية، والأكثر مرارة أن مصدر الأذى يكون من أقرب الناس للمعتدى عليه! ويحدث ذلك العنف داخل تلك البيوت المسلمة التي ينطق أصحابها بالشهادتين، وتصلي وتصوم وتتصدق وتحج بيت الله الحرام، وتؤدي فريضة العمرة أكثر من مرة، لكنها في الجانب الآخر المظلم من حياتها تقوم بممارسات عدوانية ضد أهل بيتها لا ترضي الله ولا رسوله الكريم! ولا تعترف في ممارساتها اليومية مع نساء بيتها بأن خيركم خيركم لأهله، وأن أكرمكم عند الله أتقاكم، وأن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه! ومن السهل أنها تضرب نساءها، وتُعذب أطفالها، وتحرق أجسادهم، وتسلسل أقدامهم، وتمنع عنهم الطعام والشراب، وعند سماعهم لصوت الأذان والإقامة يهرولون مستغفرين لأداء الصلاة بدون خوف من غضب الله سبحانه! وعندما يتم دعوتهم لمناسبة اجتماعية تجدهم أكثر الحضور ابتسامة ولطفاً وأدباً! هذه المتناقضات السلوكية المشينة في التعامل ما بين داخل البيوت وخارجها تناولته السيدة شريفة الخطيب (مؤسسة مشروع الأسر المستقرة peaceful families project) بناء على نموذج دولوث مشروع الأسر السلمية، الذي توضحه عجلة السلطة والسيطرة في كثير من البيوت المسلمة على مستوى العالم التي تناولت استخدام وسائل الترهيب، واستخدام الإكراه والتهديد، والإساءة العاطفية، وفرض الانعزال، والتقليل من الشأن والإنكار واللوم، وأن الزوجة تسببت بالعنف عندما تفشي مشاكلها مع زوجها لأنه يعتبر انتهاكاً لمسؤوليتها الإسلامية في حماية خصوصية زوجها وأن الله سيعاقبها على ذلك، واستغلال الأطفال وتحريضهم على الكذب للتسترعلى العنف والاستهانة به، وإنكار العنف ووصفه بأنه “تأديب”! إلى جانب العنف الاقتصادي الذي يتضمن أخذ راتب الزوجة أو الأخت المطلقة وإذلالها بشتى الطرق إذا رفضت، بالرغم أن الاسلام يسمح لها بأن تحتفظ براتبها كاملاً! ثم نتناول أهم جزء في العجلة المأساوية تجاه النساء المسلمات وهي “استغلال الامتيازات الذكورية” التي تنص على اعتبار أن تسلط الزوج أو الأخ الكبير أوامر ربانية مُنزلة تتطلب طاعة الزوجة أو نساء البيت الأخريات والواقع عليهن ذلك التسلط! ووصف آراء الزوجة وطموحاتها بأنها “غربية” وغير إسلامية،أن الاعتداء اللفظي والجسدي على الأطفال حق للأب، إلى جانب كثير من هذه النماذج الذكورية الظالمة تتعمد تخويف الزوجة من الزوج من خلال تكرار أقوال دينية ضعيفة حول واجب المرأة في الخضوع للرجل مهما كانت معاملته السيئة لها!!
وتساؤلي الأخير: لماذا اشتدت هذه العجلة في الآونة الأخيرة، ومتى ستتوقف؟!!
moudyahrani@ تويتر