قرأت في عدد الجزيرة رقم 14711 في 25-2-1434هـ ما كتبه عبدالعزيز بن صالح العسكر رداً على مقال الأستاذ محمد آل الشيخ المنشور في العدد رقم 14696 في 10-2-1434هـ، وتعليقا عليه أقول إن الأخ عبدالعزيز العسكر قال في مقاله «... والكاتب والقراء جميعاً يعرفون أن بلادنا لم تعرف عملاً للمرأة خارج بيتها»، فإذا كان هو لا يعرف فإن الجميع يعلمون أن المرأة المسلمة منذ فجر الإسلام وإلى يومنا هذا تعمل في بيتها وخارجه، فقد باشرت الحرب ومارست التمريض والإسعافات الأولية ونقل الجرحى وسقياهم في ساحات الحرب، وعملت في الحقول والاحتطاب وحش العشب ورعي المواشي ونقل الماء من الآبار والعيون وطحن الحبوب ومزاولة التجارة في الدكاكين أو في التنقّل بين البيوت وحياكة الملابس وبيوت الشعر وسف وخياطة الحصر والمخارف والزبلان وتحضير بعض الأكلات الشعبية مثل «الكليجا» وبيعها في الأسواق، وفي الماضي القريب كان زبيل المرأة صيدلية متنقّلة.
أما ظاهرة التفحيط فإن حلّها والقضاء عليها متروك للمرور ولأولياء أمور المفحطين، أما قولك إن شوارعنا مزدحمة وليس فيها إلا الرجال يقودون سياراتهم فكيف إذا قادت النساء فمن الذي قال لك إن شوارعنا ملك للرجال دون النساء وبأي منطق أو شريعة وقانون تحرم النساء من قيادة السيارة والمستحقون للمنع من القيادة هم الأطفال والعمال الوافدون والشيوخ ضعيفو البصر والسائقون الأجانب، أما النساء فمن حقهن قيادة السيارة فإذا كان عبدالعزيز العسكر لا يرى ذلك فهذا رأيه ولا يفرضه على الآخرين وخير للجميع أن يترك الأمر لأهله.
محمد عبدالله الفوزان - محافظة الغاط - ص.ب 39