بصراحة جاءت إقالة المدرب (الفاشل) ريكارد متأخرة، وفي وقت مؤسف جداً بعدما دهورَ سمعة الكرة السعودية وزادَ من حدة الاحتقان وسبّب عدة انشقاقات داخل منظومة العمل في الاتحاد السعودي لكرة القدم.. لقد تأخر القرار كثيراً، بل كان من المفترض عدم التعاقد مع ريكارد، وهذا دليل على أن من اتخذ قرار التعاقد لا يعلم، ولم يطلع على سجل ريكارد التدريبي الفاشل.. نعم لقد فشلَ في جميع المحافل وآخرها في تركيا، وأصبح بعدها عاطلاً عن العمل حتى جاء العقد (المُنقذ) السعودي والذي لم يكن يحلم به، ورغم ذلك لم يقدم ما يشفع له بالاستمرار منذ قدومه، ونحن نخرج من جميع المنافسات من الأدوار الأولية.. لقد أخطأ علينا من جلبَ هذا المدرب، ولن نستطيع أو نملك أي إدانة أو عتب إلا على من تعاقدَ معه.. نعم ليس له ذنب، ولكن يبقى المسؤول الأول هو من أحضره وحاول إقناع الناس به.
منذ التعاقد معه، ونحن نتحدث ونكتب ونقول بأنه ليس المدرب المناسب، ولم يكن أحدٌ يسمع ويقتنع، وأعتقد أن الرد سيكون من خلال العمل في الميدان الذي أثبت فشل رؤية المسؤول، وأن ما طرحه الإعلامي البسيط العبد الفقير إلى ربه هو عين الصواب، وفي السابق قيل ما خابَ من استشار.
نجوم يدعمون.. ونجوم يتقاذفون الحقد!
مؤلم جداً أن نجد نجوماً سابقين على مختلف الأصعدة، سواء إعلامياً أو رياضياً يتبادلون التّهم، ويتقاذفون أسوأ العبارات وتُمنح لهم الفرصة من خلال القنوات غير مبالين، أو حتى محترمين إحساس وعواطف من يستمع لهم، في المقابل تجد نجوماً رياضيين وإعلاميين يقومون بأدوار خفية ومهمة في دعم مسيرة العمل سواء على المستوى الرياضي أو الإعلامي.. لقد لفتَ انتباهي عددٌ كبيرٌ من نجوم الكرة الإماراتية السابقين، وهم يُرافقون بعثة منتخب الإمارات ويُقدمون لهم النصائح والإرشادات، وكذلك تواجد عدد كبير من النجوم عبر الفضاء، يُؤازرون ويدعمون ما يُمكن دعمه للاعبيهم وجماهيرهم، ونحن للأسف نتناحر ونتقاذف ونرمي التّهم، ونقلل من شأن بعضنا البعض.. هذه الثقافة وهذه العقليات هي الهادم والمسيء للبلد وأبنائه قبل المحافل الرياضية والإعلامية.. إن ما شهدته تلك القنوات والتي أجزم أن البعض منها يبحث عن هذه الفرص لكي يسيء من خلال هذه الفئة والتي لم تحترم حرمة البلد أو المنافسات الشريفة، وأرادت الانتقام من بعضها البعض بعدما انحشر الحقد في قلبها والعياذ بالله.
نقاط للتأمل
* تأهل الإمارات والعراق للمباراة النهائية مساء هذا اليوم منطقيٌ عطفاً على ما قدماه خلال هذه البطولة، أو حتى من قبل من خلال عمل مميز ومدروس خصوصاً المنتخب الإماراتي.
* في بطولة كأس الخليج، فقدت الكرة السعودية ثقتها، وأكدت البطولة أن الكرة السعودية تراجعت وبشكل غير معقول، وأساءت لسمعة الرياضة بصفة عامة.
* ما حصل من تجاوزات في معسكر المنامة والفوضى داخل الفندق وعدم احترام الخصوصية، كان لا بد من التغيير وإحضار الرجل المناسب في المكان المناسب.
* المستوى الفني الرفيع لمعظم المنتخبات الخليجية، يعكس مدى اهتمام المسؤولين والعالم بهذه البطولة الإقليمية العريقة.
* كان واضحاً للجميع أن هناك عدة خلافات داخل المنتخب السعودي وأفراده، وقد تكون الكابتنية أحد مؤشراتها.
* من حق الإعلاميين السعوديين أن يتذمروا من سياسة الإعلام داخل أروقة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهل يُعقل أن يتم تسريب القرارات قبل نهاية الاجتماع، والصحفيون ينتظرون.. نعم إنه مُخترق.
* بعض أعضاء الاتحاد يقوم بإعطاء بعض المذيعين والمقدمين أسبقية في القرارات قبل غيرهم، ليضمن من خلالها بعض الاستضافات واللقاءات، مثل ما حدث في الاجتماع الأخير.
* ما زالت الأندية المديونة والمطالبة مادياً تتعاقد مع لاعبين أجانب، قبل أن تحل مشاكلها المالية كيف؟!
* أعتقد أنه حان الوقت ليتم تغيير كل شيء في الرياضة، وليس المدرب فقط ولن تنتهي المشكلة هنا، فعودة الكرة السعودية صعبة وصعبة جداً ما لم تتغير المنظومة كاملة.
ونلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة).. وعلى الخير دائماً ألقاكم ولكم محبتي من المنامة.