أمسية.. سالت بها الدموع السكايب (ليس) منى ولا من العقلاء، لأننا مسبقاً نعلم موعد العيد من عصاريه، ولكن أولئك الذين تركوا أهليهم وقاسوا شدة البرد على مدرجات الملعب يهتفون للأخضر.. كانت لقطة - تلفزيونية- تبكي فعلاً لدموع تنساب على وجنات العديد من جمهور السعودية عقب هزيمتنا من الكويت والخروج المر.. حرقة.. حزن.. إحباط.. انكسار ضع ما شئت من المفردات.. جميعها تتمحور وتمتزج في صدور أولئك الشباب بعد نكسة الأخضر في المنامة..؟

) أنا لا أتصور أن هؤلاء المشجعين مغرر بهم أبداً بل أدرك أنهم يدركون أن الخروج المبكر لمنتخبنا هو الأقرب من التأهل لكنهم يمنون النفس بأن يبدل الله من حال إلى حال.. وثقتهم قوية على ما يبدو بنجوم ومحترفي الأخضر.. وقد رسخت هذه الثقة وبقيت آثارها منذ إنجازات وبطولات إبان زمن بات أطلالاً..؟

) كيف لا يبكون وهم يصطدمون بواقع مؤلم في كل مناسبة آسيوية أو خليجية وقدموا للبحرين بأمل انتزاع الآهاب والحسرات من صدورهم، وقد ظنوا كما كان يظن المسئولون أن (ريكارد) يحتاج بعض الوقت وكان له الوقت الكافي ويرون أن دورة الخليج الحالية هي أولى ثمار تقطف من حقل هذا المدرب. قدموا للمفاهمة متوشحين رداء الوطن الأخضر وهم يحلمون بكأس بدورة الخليج21 مرفوعة فوق الهامات الخضراء وهم يركضون خلف نجومهم على مضمار كان يرونه مشرئباً لاستقبالهم، لكنه للأسف لم تعد إلا (رؤيا) حلماً رفض المفسرون تفسيره وقالوا لهم (حديث نفسي) وأمر جيد أنهم لم يقولوا لهم (من الشيطان)...؟!

) للأسف خرج الجمهور المنكس من بوابات الملعب يجر أذيال الخيبة.. بينما دلف (الهوامير) إلى غرضهم يفتشون جوالاتهم ليس البحث عن رسائل خاصة أو طبطبة محبين لا أبداً؟ إنه البحث عن رسائل المال والأعمال.. ياه هذه رسالة من صاحب مكتب عقاري عساه باع البلوك بالمبلغ الذي حددته- أووه- وهذي رسالة مدير المطاعم- ول ول- ليش تدنى الدخل إلى 30 الفاري باليوم... ليش الناس بالبرد ما تاكل إلا تمر..؟

) رسالة من مدير المحفظة - يشير إلى أن المؤشر ممكن جداً يصل إلى مشارف -8000- نقطة الهاي السابق ويطلب زيادة السيولة؟!

) الهوامير من لاعبينا.. تجار الآن ومشغولون حتى بتجارتهم ونعلم أن التاجر وقته ثمين وثمين جداً ولا يرى أبداً أن تتفق - هواية - وتجارة- وطالما أن لاعبينا إلى الآن هواة على المستوى العملي والفعلي ومحترفون على الورق دون أن يطبق لاعبونا ولو 20% من بنود الاحتراف العالمي ومع ذلك والرزق من الله سالت سيولة كبيرة جداً في أيديهم وهنا حدث انقلاب المفاهيم.. إن اللاعب المحترف في دول العالم الثالث إطلاقاً لن ينجح لأنه يأخذ بما لا يقارن ولا يوازي أبداً ما يعطي من ملايين تصل إلى أرقام خيالية في مقدم العقد رواتب تعلو مرتبات الوزراء لدينا.. إن همه الوحيد هو المحافظة على سلامة جسده (الألماس) نعم إنه من أغلى أنواع المعادلة لو وزنته وقسمت ذلك على مبلغ عقد احترافه ومرتباته الشهرية إذن سلامته فوق كل اعتبار والبعد عن الإصابة اللعينة أمر عقلاني وطبيعي طالما أن قدمه وعضلاته تدر عليه أموالا لم يتصورها ولا في الخيال قبل سنوات خلت - وإن أردنا منتخب يبيض بالوجه أبعدوا أهل الملايين وتربحون!!

كأس من ألماس للأحديين

لأول مرة ربما يكون هناك كأس من (ألماس) والأمر الذي أتحدث عنه فعلاً يخول لنا أن نقدم لنادي أحد ممثلاً في مجلس إدارته، وأخص الثنائي المبدع رئيس النادي الأستاذ سعود الحربي ونائبه الأستاذ عبدالله اليوسف كأساً من الألماس!!

) تعلمون أن لوحة أي ناد تحمل عبارة - رياضي- ثقافي- اجتماعي- وهنا أتحدى أن يكون هناك ناد في الدول العربية وليس المملكة فحسب قدم خدمة اجتماعية ثمينة كما قدمها رجال أحد؟

إن إعتاق رقبة سجين محكوم بقصاص أمر ليس ممكناً لكنه تهيأ على يد رئيس نادي أحد ونائبه وتحت مظلة الشيخ عبدالله بن بخيت والشيخ عناد الحويفي - الخدمة المقدمة منهما شخصياً عايشتها لحظة بلحظة وأعلم مدى المعاناة والسهر وسبل بذل المال الذي وصل إلى 27 مليون ريال وكان هو شرط أهل الدية بالتنازل- كانت ملحمة أسطورية وكان دور رجال أحد رائداً فيها ولهم كل الشكر والثناء.

وقفة

إن أعقبتك الريح.. لا تنحني لها.. هرول معها..!!