لأن الرواتب (راهية) جداً، ولأن الأسعار بالغة الرخص، إلى درجة تكاد تكون مجانية، فإنه صار من الحتمي على رب الأسرة أن يتكفل برحلة للعائلة في الشتاء، كما في الصيف. ولِمَ لا؟ ألم تنتهِ الدراسة في فصلها الأول؟! ألم يئن للأبناء والبنات أن يرتاحوا، بعد عناء موسم دراسي طويل، لم يرفعوا فيه رؤوسهم عن الكتب والمراجع العلمية والأدبية؟! أليست الدولة تصرف للأب بدل ترفيه لكل ابن وابنه؟! لماذا إذاً لا تسافر العائلة في هذا الشتاء القارس؟! ولماذا لا يكون السفر للبلدان الدافئة، أسوة بالسفر الصيفي للبلاد الباردة؟! إنه باب جديد وانفتح على مصراعيه، فلندخله مرددين كل أدعية الدخول، طالما أن المصاريف ستكون بخسة.
هنا، ومن باب ذكر الأشياء، لا أكثر، سأقول بأن أسعار التذاكر سترتفع خلال أيام، وأن أسعار الملابس والمواد الاستهلاكية لموسم شتاء هذا العام زادت بنسبة 25 % عن العام الماضي، ولن أدخل في قصص قيمة الريال وسعر خام برنت ومؤشر ناسداك؛ فمثل هذه الأمور لا يليق ذكرها في حضرة الأولاد المجتهدين، الذين يجب ألا نشغلهم ونكدر صفو انتهائهم من الفصل الدراسي الأول بهذه القصص الهامشية.
علينا الآن أن نشحذ بطاقات الائتمان، وأن نبدأ في حجز مقاعد الطائرات وغرف الفنادق والجولات الدافئة!