كان بإمكان محمد نور أن يظهر بصورة البطل أمام بعض الموتورين الذين اعتادوا النيل من النجوم والتقليل من شأنهم مستغلين المنابر الإعلامية التي فتحت لهم أبوابها لتحقيق ها الغرض، وكان بإمكان الأسطورة الاتحادية أن ينضم إلى كذابي الزفة وأن يمارس نفس الدور الذي وجد فيه البعض بابا للشهرة، وطريقا للحصول على تصفيق من تعجبهم الآراء العجيبة لمجرد اختلاف الألوان وكون اللاعب -أي لاعب- ينتمي إلى ناد لا يروق لهم ولا يعجبهم، لكن محمد نور -الذي اشتهر بآرائه الصادقة وعدم مجاملته حتى لإدارات الاتحاد المختلفة ولا للمدربين الذين أشرفوا عليه طوال المواسم السابقة- رفض اللجوء إلى هذا الأسلوب الرخيص وآثر أن يقول الحقيقة وأن يدافع عن زملائه اللاعبين خاصة وأنه اللاعب الخبير والعارف بأسرار اللعبة وما يدور في كواليسها ويجري على معشبها الأخضر، حيث تحدث في برنامج أكشن يا دوري عن مشاركة المنتخب الأخيرة في خليجي 21 بواقعية وكشف أمورا عدة، كما أن حديثه الصريح قد عرى بعض الأصوات والأقلام التي تتحدث عن الأمور الفنية وهي عنها أبعد. نور قال: إن ياسر القحطاني قد اجتهد في خليجي 21 ووصفه بأفضل مهاجم سعودي حاليا، كما استغرب أن يتحدث البعض عن مشاركة سالم الدوسري مع الأخضر دون أن يكون أساسيا في المباريات الأخيرة مع فريقه الهلال، حيث وضعه القائد الاتحادي الشهير كأحد أفضل ثلاثة لاعبين سعوديين في مباراة العراق.

إن المنتخب السعودي ولاعبي المنتخب السعودي بحاجة إلى مثل هذه الآراء الصادقة، وبحاجة إلى تتحدث الأصوات المتخصصة بعد أن أصبح النقد والتحليل مهنتي من لا مهنة له، وبعد أن أصبح البعض يجد في الفرص المتاحة له من قبل الإعلام بابا لتصفية حسابات قديمة وطريقة لكسب البعض دون أن يعي أن يكسب واحدا ويخسر بالمقابل عشرة، ويخسر مصداقيته، وأنه سيأتي اليوم الذي يكون مرفوضاً فيه من الجميع.