يتمتع أبناؤنا ومعلموهم وغالبية القائمين على أمرهم هذا الأسبوع بإجازة نصف العام،والكل يبحث عن التغيير الذي يعيد لنفسيته نشاطها ويجدد عندها الدافعية والرغبة للإنجاز والإبداع والجدية في العطاء، ومع أن هناك العديد من المهرجانات في عدد من مناطق المملكة إلا أن هناك شريحة عريضة لم تجد في هذه الفعاليات عامل جذب سياحي يلبي عندها ما تحتاجه من إشباع.. ومع احتفاظ مكة المكرمة والمدينة المنورة باستقطاب البعض من العوائل السعودية المتطلعة للتجديد وتغيير الحال في هذا الإجازة القصيرة جداً، واستقطاب البر للبعض الآخر خاصة الشباب هواة الطبيعة وعشاق الرحلات الخلوية، إلا أن الوجهة الجاذبة لكثير من العوائل السعودية والشباب في سن المراهقة من طبقة الدخل المحدود هي دبي وربما القاهرة!،والسؤال لك أنت أخي الكريم.
• ترى أين أنت الآن؟
• هل كان وجودك هنا- في أي مكان كنت - بناء على رغبتك، أم هو أمر فرضته عليك الظروف التي تعيشها هذه اللحظة؟
• هل خططت جيداً لهذه الأيام السبع، وما هي الغايات والنهايات التي تتطلع لها في هذه الإجازات القصيرة؟
• هل أنت لوحدك أم معك عائلتك صغيرة كانت أم كبيرة؟
• هل تشرك زوجتك وأولادك في اتخاذ قرار حلك وترحالك؟
• هل تتوقع أن ما تنشده من إعادة النشاط لنفسيتك أو نفسية أبنائك ستتحقق فيما ذهبت إليه؟
• كم من المال صرفت، وهل يتوازى ما أنفقت مع العائد التفسي الذي تتوقع حصولك عليه؟
• لماذا لم تجذبك المهرجانات السياحية التي تقام هذه الأيام في عدد من مناطق المملكة؟
• هل لديك مقياس تستطيع به قياس الإيجابيات والسلبيات، الفوائد والمضار التي تنتهي إليها في مثل هذه الإجازات حتى ولو كان القياس نسبيا، والفوائد في دائرة المحتمل لا المجزوم به؟
• ما هو الواجب في نظرك من أجل أن تكون مناطقنا الداخلية وجهة لك ولأفراد عائلتك في مثل هذه الإجازات القصيرة؟
وسؤال صريح وهام، موجه لشريحة الشباب خاصة، أملاها علي وفرض طرحها هنا الواجب الديني والالتزام الوطني والمسئولية الاجتماعية والثقافية، ترى:
• هل هناك شيء في دائرة «المسكوت عنه»، من السلوكيات والممارسات المحرمة التي نحاول غض الطرف عنها هي سبب سفرك أيها الشاب إلى الخارج هذه الأيام؟
أعلم أن الحصول على إجابة دقيقة هي في دائرة الخصوصية، ومن الصعوبة بمكان أن نملك جميعاً المصداقية ونوظف الشفافية في الإجابة عن كل هذه الأسئلة ذات البعد الذاتي والأثر الوطني الاقتصادي والاجتماعي والترفيهي، ولكنني هنا لست باحثاً أو دارساً اجتماعياً بقدر ما أرد أن ألفت الانتباه من خلال ثقافة السؤال النقدي الموجه إلى جملة من الإشكاليات التي تلازمنا في مثل هذه الأسابيع، وتطرح أمام المنظرين ومتخذي القرار السياحي أسئلة صعبها أهمها على الإطلاق بل جِماعها كلها.. ترى لماذا نحن أعجز من أن نبدع في صناعة برامج سياحية ترفيهية تتلاءم واحتياجات الأسرة السعودية المعتدلة وتتوافق مع متطلباتهم الأساسية في إجازاتهم الفصلية وتتناسب وقدراتهم المالية، أم أن المشكلة أكبر من ذلك بكثير.. فسلوك أبنائنا السياحي فيه شيء من التمرد القيمي والانفلات الأخلاقي والسلوك الذي يجر وراءه علامات تعجب واستفهام لا نهاية لها، ولكننا في هذا المقام بالذات نبجل قول القائل (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب) دمتم بخير وإجازة سعيدة.. وإلى لقاء والسلام.