موضة إخفاء (دمغة الشماغ) ولبسه بالمقلوب بين الشباب، حتى لا يُعرف اسمه وسعره قضية في ظاهرها بسيطة، ولكنها تحمل بداخلها أسراراً وتحوّلات كبيرة؟!
هذه الموضة خرجت من المقتدرين مالياً في بداية الأمر، بحثاً عن التميُّز وعدم الاعتراف أو الاهتمام بقيمة الشماغ أو سعره، وأنّ من يضيف للبس أهمية هو من يرتديه كنوع من (الفلسفة الشبابية)، الأمر وجد فيه غير المقتدرين مالياً مخرجاً للهروب من ارتفاع أسعار الأشمغة وتشابه أشكالها، وأصبحت الموضة أنّ (نسبة كبيرة) من مجتمع الشباب يخفون اسم شماغ لا يتجاوز سعره 30 ريالاً ونوعه شبيه بآخر سعره 180 ريالاً، ويرتدونه بالمقلوب حتى لا تتضح الفوارق الاجتماعية والاقتصادية!
سابقاً كان الأمر مشتهراً ومحصوراً بين المجتمعات النسائية ولبس (الفالصو) في المناسبات والأعراس، لمن لا تستطيع الحصول على الذهب أو الألماس الحقيقي، ولا أحد يستطيع التفريق بين الأصلي والتقليد خصوصاً إذا كان (الهياط) سيد الموقف!
اليوم الصورة تغيّرت كثيراً فلبس الأقنعة الاجتماعية يبدو أن دائرته اتسعت لتشمل (فئات) أخرى في المجتمع، وهذا قد يكون نتيجة لعوامل التعرية الاقتصادية وغلاء المعيشة، مع عدم اعتراف جزء واسع من شرائح المجتمع بأنّ المتطلّبات الحياتية زادت وتغيّرت، وأنّ عليهم التأقلم مع (الظروف الجديدة) والتماشي معها!
صور الأقنعة الاجتماعية متعدِّدة، فمن الملبس والمظهر والعناية بهما لدرجة الـ (5 نجوم)، إلى تغيير أشكال بعض السيارات و(ترفيعها) موديلين أو ثلاثة بتبديل (اصطب) أو شمعه؟! وصولاً إلى السفر صيفاً أو مع كل إجازة ولو (بالدين والسلف)!
لبس الأقنعة أو (تكبير الثوب بالرقع) أخطر لو كان بين (الأزواج)؟ فكم من زوج كان وعده الذي قطعه (ليلاً) سبباً في مشكلة أو طلاق أو سجن؟!.
لأنّ بعض الأزواج يعتقد أنّ عدم مقدرته تلبية بعض (الطلبات) الكمالية أو الترفيهية، ينقص من قيمته كرجل، وهذا غير صحيح البتة، المرأة في (مجمل الدراسات) تحتاج الزوج الصادق المتفهِّم والمشارك في جوانب الحياة والواقعي، لأنه سيضمن لها حياة كريمة متوازنة طوال عمرها!.
المصيبة الكبرى عندما ينسى الإنسان نزع (القناع) الذي يرتديه نهاراً، على طريقة (كذب كذبة وصدقها)!.
حاول نزع (الأقنعة) ممن حولك وابدأ بنفسك، ليعكس مظهرك جوهرك حتى نقضي على (النفاق الاجتماعي)!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com