يمتلك مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم الحالي سنوات خبرة طويلة تزيد على أكثر من(خمسمائة عام) بالتمام والكمال،ذلك إذا حسبنا سنوات العمر في لَعِب الكرة وفي العمل الإداري الرياضي لعدد من أعضاء الاتحاد وجمعناها مع بعضها البعض،نجدها(تراكميا) كذلك وربما أكثر(بشكل نظري) إضافة إلى الخبرات(العلمية) من واقع الحصاد الأكاديمي الذي يتمتع به عدد من الأعضاء والتي قد تصل إلى نصف سنوات الخبرة التراكمية الكروية الرياضية الافتراضية.
هذه الخبرات مجتمعة تغري بأن يكون هناك انتظار كبير وتوقع واسع بأن يكون العمل القادم للاتحاد السعودي في توجهاته وأسلوبه وطريقة معالجة القضايا والملفات الساخنة التي تتعلق باللعبة وأدواتها مختلفا كليا ومتغيرا تماما سواء من أعضاء الاتحاد أنفسهم وطرحهم وخبراء سنواته بما يملكون من معرفة ورؤية وسعة أفق وبالتالي القدرة على تلمس الطريق الصحيح واستحضار الحلول الجذرية،أو من سواهم من الخبراء الرياضيين الذين يمكن الاستعانة بهم أو الاستفادة منهم بشكل فردي أو جماعي موجه بعيدا عن موجة اللجان التي تعطل الأعمال وتؤجل الحلول أو تؤدلجها..
هناك ملفات عديدة بحاجة إلى أن تفتح بهدوء وتدرس بعمق وتناقش بإسهاب بعيدا عن الأنماط السابقة المعتادة وبعيدا عن الطريقة المتداولة حاليا التي تقوم على الأراء المجردة أو وجهات النظر الإنشائية، إذ ننتظر التغيير واختيار أسلوب آخر مختلف ومنهج علمي يتوافق مع وجود الأسماء وخبرات السنين الطويلة والعمق العلمي الأكاديمي الكبير..
في وسطنا الرياضي بل مجتمعنا بصفة عامة وبعد كل إخفاق للمنتخب السعودي أو كرة القدم عموما نستحضر في نقاشاتنا والعديد من طروحاتنا ومقالات النقد والتحليل للأخضر ومبارياته والأخطاء التي صاحبته(نماذج) من أعمال وإنجازات الآخرين،فيما يندرج تحت بند(التجارب الناجحة)،وينتهي الأمر عادة عند ذلك الحد،إذ تبقى معظمها طروحات أوكلام للاستهلاك الوقتي،تخمد بعد صدور القرارات المؤقتة أو المسكنة الصحيحة أو الخاطئة،دون الأخذ بها،وقد لايكون الأخذ بها صحيحا،أو قد يكون تبرير عدم الأخذ بها هو شعارنا الدائم المرفوع(نحن لنا خصوصيتنا) وذلك أمر أو شعار حان الوقت لرفضه بل وقفه تماما،خاصة مع هذا الاتحاد(المتراكم الخبرات) حان الوقت لأن تكون لنا(تجربة) حقيقية نعمل بها ونستمدها من سنوات العمل والتجارب العديدة التي خضناها وتقدم(التجربة الجديدة) بقالب عملي وعلمي، تجربة نأخذ ونعمل بها من أجل عودة حقيقية ودائمة للكرة السعودية،من أجل استعادة أمجادها وما يحقق تطلعاتنا وطموحاتنا،تجربة تتوافق مع اتحادنا المنتخب ومايملكه من سنوات خبرات أعضائه الموقرين التي تزيد كما أسلفت على خمسمائة عام.
كلام مشفر
- لم تخل مجالس إدارات اتحادات كرة القدم السابقة من سنوات خبرات متراكمة، لكنها لاتصل في ممارسة اللعب والانشغال بها والعيش في كنفها إلى السنوات الموجودة في الاتحاد الحالي،وحسبه بسيطة لأعمار(الكرويين) في الاتحاد تقودك إلى الرقم الافتراضي.
- تعاطف كبير وجده فوز المنتخب الأماراتي لكرة القدم ببطولة خليجي 21 والأسباب مختلفة من أهمها من وجهة نظري أنه قدم(كرة ممتعة) وكان الأفضل في الأداء والمستوى والأفعال الكروية،والأهم أنه قدم لنا واحدة من(التجارب الناجحة).
- أين سيذهب(الملف الأخضر) للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم بعد القرارات الأخيرة العابرة(الموفقة والمؤقتة) التي أعلن عنها مجلس إدارة الاتحاد في جلسه اجتماعه الطارئ الذي عقد الأسبوع الماضي،وتم فيها إقالة مدرب المنتخب ريكارد وتعيين مديرين فني وإداري مؤقتين للمنتخب حتى انتهاء مشاركتيه الأولتين في تصفيات بطولة أمم آسيا أمام الصين وأندونيسيا
- (الملف الأخضر) للمنتخب يفترض أنه يحتوي على(فصول) كثيرة تتعلق بالمنتخب واللعبة وكل أدواتها المباشرة والمؤثرة،مما يعني أنه لم يغلق ولم يوضع على الرف،بل لايزال على الطاولة كما يفترض وأنه لايزال واجب الطرح والنقاش بالتفصيل..هل هو كذلك؟
- استأنف دوري زين للمحترفين مبارياته وسط فترة التسجيل الشتوية وقبل التوقف القريب،وقد يأتي التوقف ولم يلعب بعض اللاعبين الجدد الذين تم استقطابهم بل إن بعض الأندية قد لاتنجح في تسجيل لاعبيها.
إذا نجحت إدارة الاتحاد في تسجيل محترفيها المحليين والأجانب في فترة التسجيل الثانية بعد تسديد الديون والمستحقات المالية الواجبة فإنها تحقق(معجزة) ستغير كثيرا من وضعية الفريق، وستغير أكثر من وضعية الإدارة وقوتها.