من المعينات على الاحتفاظ بمشاعر ناضجة ونفسية متزنة وشخصية يشار إليها بالبنان، أن نفهم ما يسمّى بقانون (الاستبدال)، وفيه أن العقل البشري لا يمكنه الاحتفاظ إلا بفكرة (واحدة) فقط إيجابية أو سلبية فالضدان لا يجتمعان، وأفضل وسيلة لتطبيق قانون (الاستبدال) هي التركيز والانشغال التام على الأهداف والمهام التي تستحق أن تقضي وقتك وحياتك كلها من أجلها، وكم راق لي منهج أحد المشاهير عندما كاد له كارهوه وحاسدوه ونصبوا له المشانق وحفروا له الأفخاخ، فلم يلتفت لهم ولم يهتم لشأنهم ولم يضيّع دقيقة واحدة في الرد عليهم، وعندما سئل عن سر تجاهله لهم، قال: وقتي أثمن بكثير من أضيّعه على من لا يستحق! وقد كان الجنرال (سميدلي) يقول: (عندما أسمع أحدهم يشتمني فإنني لا أبالي حتى بإدارة رأسي لأتحقق من المتكلم!)، وأقول: إن الحياة مليئة بالبلطجية والشبيحة، ولو نال منك أحدهم فلا تجعل سخافاته تنال من هدوئك وحسن تصرفك! وتذكّر أن خروجك عن طورك لن يؤذيه بل سيؤذيك أنت!
إن الفن المصقول للمقدرة على تجاهل ما يزعجنا وتجاوز التوافه، سيوفر علينا الكثير من الألم الذي لا لزوم له! اختر دائماً أن تكون شخصاً مهذباً عاقلاً رزيناً، وتذكّر دائماً وصفة الفيلسوف مونتين التي يقول فيها: لسنا نتألم بسبب ما يحدث لنا بل ما يؤلمنا هو رأينا فيما حدث لنا!
دائما ركّز على ما يغذي مشاعرك الإيجابية وسبيلك إلى هذا صحبة الإيجابيين، واستخدام العبارات الإيجابية، واستحضار المواقف الإيجابية، والتفاؤل بتوقع النتائج الإيجابية ومد العقل بالرسائل الإيجابية. وإن أردت حياة سعيدة هانئة فخلّص نفسك من السلبيين، وحرر نفسك من أي مصدر للإزعاج، فأيامك محدودة وعمرك أثمن من أن تضيعه على ما لا ينفعك! وعندما تواجهك (أزمة) فلا تهدر وقتك في التشخيص ولا تحرق أعصابك في البحث عن المتسبب توقف عن العودة بفكرك للمشكلة وفكر في الحل، الحل فقط! ثم وكل أمورك لله واهنأ بعيشك فمتابعتك للإخبار السيئة لن يمنع وقوعها عنك ولن يحميك منها.
يقول شكسبير: لا تنفخ لعدوّك ناراً أو تزد جذوتها! فقد تؤذيك أنت من النار لفحتها!
ومن وسائل تغذية المشاعر السلبية، التفكير في الانتقام ومحاولة الاقتصاص، فمن يفعل هذا يؤذي نفسه أكثر بكثير مما تؤذي خصمه، وافعل كما يفعل أيزنهاور لا تضيع لحظة واحدة في التفكير فيمن تبغض! وقالها تشرشل لا وقت للقلق حيث كان يعمل ثماني عشرة ساعة! والنفايات الفكرية تتجمع مع الفراغ وتتكاثف مع كثرة التفكير وقد عبّر عن هذه الظاهرة د. مرسل بقوله: إنّ القلق لا يستحوذ عليك في وقت عملك إنما في وقت فراغك من العمل، وأخيراً تذكّر أنك حتى تقطع مسافة جيدة في رحلة السعادة والنجاح, فعليك معرفة ما يجب أن تتخلّى عنه قبل معرفة ما يجب أن تحصل عليه!
ومضة قلم:
الأحمق يبحث عن السعادة بعيدًا, والحكيم يزرعها تحت قدميه.
khalid1020@gmail.com