تستقبل طيبة الطيبة في غضون الأيام القادمة أميرها الجديد أميرها العادل أميرها الهمام -بإذن الله- صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان. إنه لشرف كبير أن يقيض الله للمرء خدمة هذه البقعة الطاهرة مدينة الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، إنها المدينة الحالمة بالرقي ومواكبة أمهات المدن بالمملكة بهذا التقدم الحضاري المتسابقة مع الزمن.. إنها المدينة التي يأتي من أسمائها «المرزوقة» وهي فعلاً كذلك لو دخلت إلى سوق الخضار وكل الأسواق ستجد ضالتك التي تبحث عنها من خضار وفواكه العالم، تجدها مجلوبة إلى سوق طيبة هكذا إذن يكون مصدر غرابتك في أن تجد زواراً لطيبة الطيبة يذهلون من الحضور اليومي لمنتوجات مختلفة ولا يترددون بشرائها.. وفي الحديث «إن الجالب للمدينة كالمتصدق عليها»، ويكره التسفير منها لغيرها إلا من الفائض، وغالباً ما يكون متواجدا وبحمد من الله هذا الفائض؟! والمدينة فعلا مرزوقة حتى بالقادة من الرجال.
في كل حقبة زمنية يستبشر أهالي طيبة الطيبة بمقدم أمير جديد لها، منذ المغفور له إن شاء الله الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز، مروراً بالأمير الراحل عبدالمجيد بن عبدالعزيز الذي شكل حضوراً باهراً في طيبة الطيبة على مختلف الأصعدة، مروراً بالأمير الفاعل أيضاً الأمير مقرن بن عبدالعزيز، مروراً بالأمير الذي أحب فعلاً هذه البقعة الطاهرة وقدم كل ما يملك من عطاء لها الأمير عبدالعزيز بن ماجد.
وها هو الأمر الملكي الكريم.. يقدم لنا في طيبة الطيبة هدية جديدة بتولي الأمير الشاب والأمير الأكاديمي والأمير الإعلامي والأمير الرياضي والأمير الإنساني الدكتور فيصل بن سلمان سدة حكم هذه البقعة الطاهرة.
سيدي.. إن طيبة الطيبة فعلا طيبة بأهلها وبأرضها وبمبانيها وبمجتمعها عامة، بيد أنها المدينة الروحانية الأعلى شفافية والأميز نوراً بوجود محمد نبينا وحبيبنا بين ثراها، يعطر أرضها وسماءها وكل ردهاتها.
المدينة تاريخ والتاريخ لا ينبثق إلا من كينونة هذه الأرض مكاناً وزماناً.. فإن هيبة المدينة المنورة أجزم أنها تسبق المجيء إليها، ذلك لما وهبها الله سبحانه وتعالى من عظمة الأحداث الإسلامية وهجرة محمد وصحبه الكرام لها وما وجده من حب وتقدير من أهلها وكانت انطلاقة التاريخ الإسلامي المجيد وفتوحاته العملاقة.
سيدي.. الأمير فيصل بن سلمان.. إن طيبة الطيبة تشهد كمثيلاتها من مدن المملكة قفزات حضارية متلاحقة برغم صعوبة تضاريسها بوجود الحرتين الشرقية والغربية إلا أننا ننعم -وبحمد الله- هنا في طيبة بشيء من الإصلاحات الطيبة، ولكن أهل المدينة عشمهم كبير ومطالبهم كثيرة بأن يجدوا بحضورك الميمون وبرعايتك لشؤون مدينتهم كل تجاوب وتفهم لما يأملون.
وتأتي رياضة طيبة الطيبة كأقل المؤشرات تدنيا وفق المنظومة العطائية وهذا حدث منذ عدة سنوات.. تدنى المستوى العام للرياضة ولم تبقَ إلا كرة السلة تعطي على استحياء، لكنها لم تهبط مؤشراتها سواء في أحد أو الأنصار، ولكن بيت الداء هي كرة القدم.. أذكر وقد عايشت ذلك إبان تولي الأمير الهمام الراحل عبدالمجيد، الذي أعطى الرياضة كثيراً من وقته واهتماماته وأراد -يرحمه الله- أن تكون واحدة من المناشط الإيجابية لهذه البقعة الطاهرة، وجلب سموه المدربين وكذا اللاعبين وخطط ونفذ وكان قريباً جداً من مجلسي إدارة أحد والأنصار يحل مشاكلهما أولا بأول وقد نهضت في عهده الرياضة بطيبة الطيبة وبدأت تنمو وتتواجد.. إلا أن معضلة العطاء الرياضي في الغالب هي السيولة.. المادة لم تكن حاضرة لدفع عجلة النشاط وكان التقهقر إلى أن هبط قدم أحد إلى الثانية وها هو يصارع من أجل الصعود للأولى، وكذا الأنصار في الدرجة الأولى ويصارع من أجل البقاء والبعد عن الهبوط.
وإذا كانت معضلة رياضة طيبة هي المادة وهذا بسبب إحجام رجال الأعمال بالمدينة المنورة وتجارها عن الدعم والمساندة، فأجد شيئاً من الحل السريع الذي يحتاج إلى دعم لدى الجهات المختصة بالرئاسة وهو إمكانية الاستفادة القصوى من المنشآت الرياضية الموجودة لدى الناديين أحد الآن في طور الإنشاء ويملك موقعا ممتازا ولابد أن يستغل تجارياً لدعم موارد النادي، كذلك الأنصار لابد أن يستفيد من مقره الذي يقع على طريق دولي وقريب من سنتر المدينة.. الأهم هو آلية التنفيذ لنجد مدخولاً جيداً لهذين الناديين ليعودوا للأضواء من جديد والأمل بعد الله بأميرنا فيصل رعاه الله.
إعلامي سعودي