الكثير من جهات القطاع الخاص تتفاخر أن مرتبات موظفيها السعوديين لا تقل عن الـ 3000 ريال، وهذا متوافق مع القرارات الرشيدة بأن يكون الحد الأدنى لأجور السعوديين هو هذا المبلغ.
طبعاً عندما تلزم القرارات القطاع الخاص بأن لا تقل أجور السعوديين عن الثلاثة الآلاف ريال فهذا لا يعني بالضرورة أن تبدأ مساومة الموظف السعودي المؤهل بثلاثة آلاف ريال كمرتب، لأنه يفترض أن يتقاضى الموظف السعودي الأمي أو غير الحاصل على شهادة علمية والذي يعمل في مهنة بسيطة ومساعدة مثل السائق أو الحارس وما في حكمها على هذا المبلغ، أما جعله كحد أو أرضية لبداية التفاوض مع الموظف السعودي مهما كان مؤهلاً، فهذا يجعل بيئة القطاع الخاص (طاردة) للسعودي، مع أن غير السعودي يعامل وفق مؤهله في العقد, فكيف نقبل به على أبناء الوطن؟!
كثيرٌ من الشباب يعانون من أن القطاع الخاص يقدّم لهم الخيار الأول وظائف بحدود الحد الأدنى من الأجور لعدم وجود فرص غير تلك أم (ثلاثة آلاف ريال) حالياً!
الشاب يجد نفسه أمام خيارين إما أن يطبّق المثل القائل (أصبر على أم شوشة، لين تجيك المنقوشة)، وإما أن يحترف كرة القدم في أي ناد لعل وعسى؟ رغم أن مشكلة عقود كرة القدم أيضاً تصنف حسب الجنسية؟!
كيف سيعيش الشاب السعودي بثلاثة آلاف ريال شهرياً؟!
بحسبة بسيطة نجد أن الشاب القادم للعمل والعيش في الرياض مثلاً سيدفع 1200 ريال قسط سيارة شهري + 200 ريال بنزين + فاتورة الجوال 800 ريال + إيجار شقة 1000 ريال!
عفواً انتهى الراتب ولم تنته مصاريف الشهر؟!
فهو يحتاج أن يأكل ويشرب وهو مخلوق يمرض ويزور الطبيب، ويحتاج أن يغسل ملابسه، وأثاثاً لبيته، يريد أن يساهم مع ربعه وزملائه في الواجبات والفزعات والقطّات، كيف سيصلح سيارته في حال تعطّلت؟! كيف يجمع مهر زواجه؟ ماذا سيرسل لوالديه؟!..إلخ.
المجتمع سينظر إليه على أنه: شاب مضيع نفسه وفلوسه وما يعرف يدبر حاله!
دبروها أنتم قبل أن تنتقدوا الشباب!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com