بابتسامته المعهودة، ودفء كلماته الأبوية الحنونة، وتوجهه بالشكر لله الواحد الأحد كما هو دأبه، كانت إطلالته الجميلة، ترسل للشعب أجمل الصور للتطمين والاطمئنان، مخاطبة الوجدان عن حب متبادل بين الأب الكبير وشعبه، وتبعث بأعذب الكلمات عن معدن أصيل لملك غال هو عبدالله بن عبدالعزيز.
* * *
كان المواطن بانتظار هذه اللحظات، هذه اللمحات، وهذا الظهور الجميل للملك عبدالله متحدثاً لزائريه على أنه بخير، ودون أن يخفي دفق مشاعره المحبة لمواطنيه، حيث كانت ذات المشاعر تلهج بها هي الأخرى ألسنة المواطنين وتختزنها أفئدتهم، ويلوحون بها كلما كانت هناك مناسبة للبوح بأفراحهم إثر شفاء خادم الحرمين الشريفين.
* * *
وكانت فرحة الوطن والمواطن كبيرة وممتدة على امتداد الوطن، وقد توشح بدفئها هذا الامتداد الطويل لقصة وفاء عميق بين خادم الحرمين الشريفين وشعبه، حيث الطمأنينة والتطمين باستمرار تعافيه بعد أيام من غياب الصورة والصوت، وما رمزت إليه مظاهر الاستقبال من أن مرضه إلى زوال، إن شاء الله.
* * *
أيام مضت، كان المواطن خلالها في حالة ترقب، ينتظر الأخبار السارة، والطلعة البهية، وكل ما يقرب المسافات نحو رمزه الكبير لترى العين المحبة عن قرب حبيبها بطل الإنجازات، دون أن يكون هناك من ينازعها أو يثير خوفها أو يعكر مزاجها، في ظل غياب أرّق المشاعر على مدى أيام كانت لغته ذلك الصمت المطبق الذي غاب فيه البوح الجميل.
* * *
أهلاً بعبدالله بن عبدالعزيز، الملك الذي نحبه ونثمّن عالياً إنجازاته، وندعو الله في السر والعلن له بالصحة والعافية والتوفيق الدائم ليواصل تحقيق ما وعد به من إنجازات، مستلهماً وسائراً على خطى والده العظيم ومن سبقه من إخوانه الملوك.