صعود سلم النجاح رغبة في الوصول للقمة، واعتلاء سدة السيادة والتربع على كرسي الريادة في مسارب التنمية المختلفة ومضامين التطوير المتقاطعات وربما المتجاذبة أو المتجاورة.. ودخول نادي الأقوياء بدلالته العامة والهامة.. والقدرة على صناعة القرار والتأثير الفعلي عالمياً ومحلياً.. يحتاج هذا وذاك في عالمنا المعاصر إلى توفر شرط أساس ألا وهو “الجودة” بدلالتها الشمولية ومضامينها المعرفية والعملية، أو ما يعرف في قاموسنا الشرعي بـ”الإتقان”.. ولقد بادر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- في تبني رؤية وطنية رائدة بامتياز هدفها في النهاية جعل عام 2020 هو عام الاحتفال بجودة جميع المنتجات والخدمات في المملكة العربية السعودية، واعتبار منتجاتنا السعودية وخدمتنا الوطنية معياراً عالمياً.. ومن هذا المنطلق وعلى هذا الأساس كانت الإستراتيجية الوطنية للجودة، وكان منه -حفظه الله ورعاه- تبنٍ ومباركة ودعم ومتابعة مشاريع تطورية متعددة في قطاعات تنموية مفصلية هامة كالتعليم العام، والقضاء، والصحة، والأمن.. ومن دلائل اهتمام عبدالله بن عبدالعزيز الكبير بالجودة الوطنية رعايته الكريمة للمؤتمر الوطني الرابع الذي ينعقد الأسبوع القادم في رحاب جامعة حائل وتنظمه الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة بالتعاون مع الجامعة، الجميل في هذا الحدث الوطني العلمي الهام الذي اختير له شعار متميز بحق وجذاب بامتياز “الجودة.. الخيار الإستراتيجي للملكة العربية السعودية”، الجميل فيه:
• تشرفه بهذه الرعاية الملكية الكريمة، وهذا دليل -كما أشرت أعلاه- على المنزلة الرفيعة للجودة والإتقان في حس القيادة الرشيدة.
• انعقاده في رحاب جامعة ناشئة وبعيداً عن ضجيج العاصمة الرياض أو حتى المدن الكبرى التي تعودت على احتضان مثل هذه المؤتمرات كجدة والمنطقة الشرقية.. وهذا النهج الرائد والرائع يسجل للهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة التي سنت هذه السنة الحسنة فعقدت شراكة تعاونية مع جامعة حائل، وسعت وفي غضون وقت قصير إلى تحويل ما سطر على الورق ووقع عليه رسميا يوماً ما لواقع حي ومثال شاخص حقه الإشادة والاحتذاء.. كما يسجل في هذا المقام لجامعة حائل مد جسور التعاون الفعلي والفاعل مع مؤسسات الدولة وقطاعاتها التنموية والخدمية المختلفة وترحيبها باحتضان المؤتمر داخل أسوار مدينتها الجامعية الناشئة ومشاركة منسوبيها باللجان العاملة والمنظمة لهذا الحدث الوطني العلمي الهام.
• حسن اختيار الشعار اللفظي للمؤتمر، الذي يعد انبثاقاً وخطوة على الطريق الجاد لتجسيد رؤية خادم الحرمين الشريفين المستقبلية للجودة، والمتمثلة في كون المملكة العربية السعودية بمنتجاتها وخدماتها عام 2020 معياراً عالمياً للجودة والإتقان.
• مشاركة أعلام الجودة عالمياً في جلسات المؤتمر الست ذات الأبعاد التنموية المختلفة، وورش العمل المتخصصة.. كما يسجل للجنة المؤتمر العلمية إشراكها عدداً من المتخصصين الأكاديميين في جامعاتنا السعودية أو أصحاب الخبرة والدراية العاملين في الجودة بقطاعات التنمية المختلفة في تقديم أبحاث وأوراق عمل جلسات المؤتمر المتنوعة ومن الجنسين “الرجال والنساء”.
• تضمن فعاليات افتتاح المؤتمر الذي يشرفه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين -كما أوضح ذلك معالي محافظ الهيئة لوسائل الإعلام المختلفة إبان انعقاد المؤتمر الصحفي السبت الماضي- صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل ويحضره معالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة.. تضمنه إعلان انطلاق الإستراتيجية الوطنية للجودة، وهذا الإعلان التاريخي في حد ذاته يعد -في نظري- حدثاً وطنياً هاماً سيبقى في دائرة الاهتمام العام فضلاً عن الخاص وجزماً سيكون له حضوره الدائم والمميز في ذهنية أهل الاختصاص وأصحاب الصنعة والدراية في هذا المجال.
• مطارحة موضوع الجودة والإتقان في مسارات تنموية هامة ومفصلية في حياة الشعوب والأمم ودعائم رئيسة ومؤثرة في تطور الدول واستقرار الأوطان، كموضوع الجودة في: “التعليم العالي.. الصحة.. الأمن.. السياحة.. البناء والتشييد.. وجوائز الجودة الوطنية”.
• وجود داعمين من القطاع الخاص الذين استشعروا بحق مسؤوليتهم الاجتماعية وأدركوا أهمية الحضور الفعلي في مثل هذه المناسبات الوطنية، والجزيرة “الصحيفة” التي عودت قراءها ومحبيها على التواجد في مناسباتنا ومؤتمراتنا ومهرجاناتنا هي أول الداعمين وعلى رأس المرحبين لطلب المشاركة الفعلية في الرعاية الحصرية لهذه المناسبة الوطنية التي يعتز بها ويفاخر بتحققها كل من يتطلع إلى عام 2020 م بشوق وحماس عله أن يحظى بالحصول على أجود منتج وينال أتقن خدمة ومن أميز وأمهر العاملين في هذا القطاع التنموي أو ذاك الذي يديره ويباشر العمل فيه شبابنا السعودي المؤهل والمدرب والمتسلح بالعلم والمعرفة ولديه الدربة والدراية.. الشكر كل الشكر لله أولاً ثم للراعي والداعم والمشارك والمتحدث والعامل والمنظم والساعي ولا أنسى الحضور الكرام من الرجال والنساء، والدعاء من القلب لهذا المؤتمر ولغيره من مناسباتنا الوطنية العلمية والعملية بالتوفيق والنجاح، وما أتوق إليه شخصياً الخروج من هذا المؤتمر الوطني الهام “الجودة” بتوصيات قابلة للتطبيق يتحقق منها وفيها ما يتطلع له ولي الأمر ويتمناه المواطن ويتبناه المسؤول والمستثمر والتاجر سواء في القطاع الحكومي أو الأهلي أو الخاص، دمتم بخير وإلى لقاء والسلام.