منذ فترة راجعت الجوازات العامَّة، وقد وجدت تغييرات كبيرة، في آلية العمل هناك بوابة إلكترونية تسهل مختلف العمليات، ستسهم طبعًا في غياب سلطة المعقب التي اخترعناها في مختلف المؤسسات الخدميَّة، والمعقب هو الطَّريق إلى الفساد، لكن بلغة ولباس شرعي، ففي السابق كانت مهمة المعقب هي التجاوز على القانون.
وعلى البيروقراطية بنجاح، لكن بعد الخدمات الإلكترونية الحديثة، أشياء كثيرة ستختفي، سيضمحل الفساد الإداري، ويَتمُّ توثيقٌ إداريٌّ لأعمال جميع الأفراد والمؤسسات.
منذ تسنم سمو الأمير محمد بن نايف أعمال وزارة الداخليَّة، كنَّا نرغب أن يخرج للأعلام، أن يتحدث، أن يتكلم، لكن يبدو أن الأمير محمد رجلٌ يعمل بصمت، يَودُّ أن تتحدَّث الأعمال والإنجازات عن نفسها أولاً، لا بل وأنا أتحدَّث مع مسؤول كبير، قال: انتظروا تغييرًا في النهج الإداري، وفي العلاقات العامَّة، وفي خدمة المواطنين، ولعل قطاع المرور الذي دشّن خدماته الإلكترونية المقدمة عبر بوابة وزارة الداخليَّة الإلكترونية، بوابة التعاملات المرورية (تم) نمط جيد على سياسة الاقتراب من الجمهور والمواطن وتقديم الخدمة له دون عناء.
الداخليَّة ليست وزارة فقط، بل هي أم الوزارات في كلِّ الدول، فكل مواطن بحاجة ماسَّة لهذه الوزارة فهي الأمن والاستقرار، والهيبة، ولهذا فإنَّ خدمات (ابشر) و(تم) الإلكترونية، ستسهل كثيرًا من القضايا على المواطنين، وتحلّ كثيرًا من المشكلات في جميع أنحاء الوطن، ولعل وزارة الداخليَّة من أبرز الوزارات وأكثرها تقدمًا، والتزامًا بتطبيقات الحكومة الإلكترونية، لا، بل إن ما قاله العقيد بدر المالك من أن النِّساء يستطعن متابعة معاملاتهن، دون الحاجة إلى توكيل الغير، يُعدُّ أمرًا متقدمًا وإِنْجازًا عظيمًا لبلادنا.
هذه الخطوة والمسار المتقدم يجب أن ننظر إليه من الباب الاقتصادي، والكلفة المهدرة سابقًا، فتقديم مثل هذه الخدمات (أبشر) و(تم) سوف توفر علينا الكثير من الوقت والجهد والمال، وستساعدنا باللحاق بالعالم المتقدم، فالعالم يتطوّر ويتغيّر، والبيئة الإلكترونية أصبحت جزءًا لا يتجزَّأ من منظومة الحياة والنَّشاط الاجتماعي والاقتصادي في بلادنا، فالاقتصاديات الجديدة والحديثة مبنية على التقنيَّة الإلكترونيَّة بِشَكلٍّ رئيسٍ وبعد إستراتيجي متطوّر.
وعليه، فإنَّ التخفيف على المواطنين، وإنهاء ظاهرة المحسوبية والواسطة، هي إحدى أهم ثمار هذا الإنجاز، فخدمات (أبشر) و(تم) هي خدمات قول وفعل، وليست للتنظير، وليست مسرحًا للصور والدعاية الكلامية، والتقارير الضَّخمة والفخمة والمزركشة، التي تقدم ويقدمها بعض المسؤولين لصناع القرار للتباهي فقط، من دون نتيجة تذكر، وليس لها مضمونٌ حقيقيٌّ مؤثِّرٌ في التخطيط الاقتصادي والاجتماعي الوطني.
خدمات (أبشر) و(تم) تختصر كثيرًا من الجهد والوقت والملفات والمال، ولو تَمَّ احتساب هذه التكاليف ماديًّا لكانت طائلة جدًا، ومرهقة للناس، فتفعيل هذه الخدمات الإلكترونية في المناطق والمحافظات، والمدن، والإدارات، تمكّن المواطن من أيّ مكان لتحقيق مصالحه الخاصَّة والعامَّة على أكمل وجه، فهناك رقم هوية الأحوال يمكن اعتمادها كمدخل رئيس بالنِّسبة للمواطن، ورقم الإقامة للأجانب، وهذه نتائج سوف يلمسها المواطن والمقيم عن قريب وفي المستقبل.
حققت وزارة الداخليَّة إنجازات مشهودة في مكافحة الجريمة والإرهاب وإدارة مواسم الحجِّ، فتطوير مثل هذه الخدمات (أبشر) و(تم) وفق أحدث المعايير والمقاييس والجودة، يُعدُّ إِنْجازًا ونجاحًا غير مسبوق، وتقدمًا عظيمًا لوزارة الداخليَّة، وينم عن تطوير داخلي عصري وتقني إلكتروني، وهو ثمرة جهد كل العاملين وموظفي وزارة الداخليَّة، ونتاج وترجمة لتوجيهات سمو وزير الداخليَّة الأمير الشاب محمد بن نايف -حفظه الله-.
Ahmed9674@hotmail.comمستشار مالي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية