تحتضن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية «الملتقى العالمي للمبدعين في التدريس الجامعي» خبرات واقعية للتدريس المتميز، خلال الفترة من 22-24-3-1434هـ. وجامعة الإمام تدعو من خلال إطلاقها لهذه المبادرة إلى العودة إلى محور العمل الأكاديمي وأداته الجوهرية في تجويد تحصيل الطلاب وتطوير أدائهم ورفع مستوياتهم العلمية، ألا وهو تطوير عمليات التعليم والتعلم داخل القاعات الدراسية في الجامعات.
لقد بدأت الأبحاث والدراسات والملتقيات العلمية بإثارة مفهوم الإبداع في التدريس الجامعي في نهاية القرن الماضي وتحديداً في السنة 1990، ومنذ ذلك الوقت وحتى اللحظة وهذا المفهوم يثير مزيداً من الاهتمام والجدل، وذلك لأثره الواسع في تطوير العمل الأكاديمي وتحسين مخرجاته. وتذكر الأبحاث والدراسات العديد من التعريفات والمحددات لماهية التدريس الإبداعي. ويستخدم العديد من الباحثين مصطلحات كثيرة عند حديثهم عن الإبداع في التدريس مثل: مدى فاعلية عضو التدريس وقدرته على تكريس العطاء للعلم، والحماسة والالتزام التي يبديها تجاه المجال وتجاه طلابه، وكذلك مدى قدرته على خلق بيئة جاذبه للطلاب باستخدام الطرائق والأساليب التدريسية الفعالة، وما يملكه عضو هيئة التدريس من صفات شخصية ومهارات اتصال وتواصل مع طلابه.. وغيرها كثير.
وأعتقد بأن الإبداع يمكن رصده وملاحظته في كافة العمل المنظومي التدريسي، أي في مدخلات العملية التدريسية: كالمقرر الدراسي والوسائل المساعدة والقدرات التي يتمتع بها عضو هيئة التدريس، والتهيئة التي يتمتع بها الطلاب في قاعة الدرس، وكذلك في عمليات التدريس والتعلم التي تحدث داخل قاعة الدرس: كعمليات التدريس والاتصال والتواصل والأنشطة سواءً داخل قاعة الدرس أو خارجه، كما يمكن ملاحظة الإبداع في مخرجات عمليات التدريس في شكل معارف ومهارات واتجاهات حصل عليها الطلاب بعد إنهائهم لأحد المقررات الدراسية.
لكنني أعتقد بأنه متى ما وجد ذلك التفاعل الإيجابي بين المعلم والطلاب من جهة والبيئة المحيطة من جهة أخرى والذي يحدث بحماسة والتزام وتكريس وقت، فإن روح التدريس الإبداعي قد تحقق، بصرف النظر عن المنهجيات أو الطرائق أو الأساليب التي يتبعها عضو هيئة التدريس في أدائه.
يهدف الملتقى إلى تحقيق عدد من الأهداف منها: عرض تجارب إبداعية واقعية متميزة في التدريس الجامعي لأعضاء هيئة التدريس في مختلف التخصصات، والتعريف بالإستراتيجيات والطرائق والأساليب الإبداعية المتميزة للتدريس الجامعي، ومناقشة التجارب المتعلقة بالتعليم والتعلم، مع التركيز على التميز في التدريس، والوقوف على أبرز التوجهات الحديثة في التدريس الجامعي، واستشراف آليات الإفادة من ذلك، وأخيراً توفير فرص اللقاءات العلمية والتعليمية (الأكاديمية), وتبادل الخبرات الإبداعية الواقعية بين أعضاء هيئة التدريس والمهتمين بتطوير التعليم والتعلم الجامعي.
وإنني أدعو زملاء وزميلات المهنة إلى المشاركة الفاعلة في هذا الملتقى، لأهميته وأثره الكبير على الأداء التعليمي من جهة ولندرة أمثاله في الميدان الأكاديمي من جهة أخرى. وأرى بأن الملتقى يعد من الفرص التي ينبغي اغتنامها لما يوفره من محاضرات نموذجية وورش عمل وحلقات نقاش حول التخطيط للتدريس الجامعي الإبداعي، وأساليب وإستراتيجيات إبداعية في التدريس، والتقنيات الحديثة في التعليم الجامعي، وأساليب ووسائل التقويم الإبداعي، وأنشطة متميزة في التدريس الجامعي، والتميز في إدارة التدريس الجامعي، ومهارات الاتصال الإبداعية، وهي محاور بالغة الأهمية في صناعة تعليمية أكاديمية إبداعية.
ولا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والعرفان لمعالي وزير التعليم العالي لرعايته الملتقى، وكذلك معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على دعمه للملتقى. وأخيراً فإنني أشكر زملائي في عمادة تطوير التعليم الجامعي على جهودهم الخلاقة في إنجاح الملتقى وتحقيقه لأهدافه.
وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون الطالبات