تدعو كل الجهات الحكومية المواطنين، أن يتعاونوا معها في تحقيق رسائلها وواجباتها. هذه الدعوات تلقى ترحيباً دائماً من المواطنين، ولم أسمع أو أقرأ يوماً أن مواطناً يعلن رفضه للتعاون مع أية جهة حكومية، وذلك لأنه هو المستفيد الأول من خدمات هذه الجهة أو تلك.
الملاحظ، أن المتعاونين لا يلقون اهتماماً يُذكر، حينما يتعاونون مع وزارة أو إدارة رسمية. على سبيل المثال، إذا بلّغ مواطن عن شخص مشتبه به في حي ما، فإن الشرطة في أغلب الأحوال، تحاول أن تميّع الموضوع. الأمر نفسه في البلاغات المرورية. يروي لي مواطن، أنه يرحب بنداءات مكتب مكافحة التسول للمواطنين بالتعاون معها، وأنه حين أوقف متسولاً، واتصل بالمكتب وبالشرطة، لم يأته أحد! ومن الطبيعي بعد ذلك ألاّ يُقْدم على عمل مشابه مرة أخرى، لا هو ولا كل الذين عاشوا التجربة معه.
ينقصنا دوماً آليات منظمة وفاعلة لتنفيذ خططنا. الجسد الضخم، هو عبارة ملابس متكومة، لا تلبث أن تتساقط عند أول حركة! نجيد الكلام والتنظير، وحين يأتي العمل، تجد الجميع يفرون إلى مكاتبهم، ويغلقون الأبواب وراءهم. ولو كانت الآليات واضحة وموزعة على الإدارات وعلى الموظفين الذين سينفذونها، لما آل بنا الحال إلى هذا الشكل، ولما فقد المواطن ثقته بالجهات الخدمية التي تعد ثم لا تطبق وعودها.