فقد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن (صديقه الوفي بارني) الكلب الرئاسي البالغ من العمر اثني عشر عاماً، والذي أقام معه ثماني سنوات، هي مدة رئاسته في البيت الأبيض. وقد أهدته إياه حاكمة ولاية نيوجرسي السابقة كريستين. وسبب الوفاة ورم لمفاوي أصيب به مؤخراً!

وقد ظهر الرئيس الأمريكي السابق متأثراً بوفاة صديقه الكلب، وعبَّر عن ذلك بقوله: (كان بارني إلى جانبي خلال سنواتنا الثمان في البيت الأبيض، ولطالما كان صديقاً وفياً ولكنه لم يناقش قط في السياسة، أنا ولورا سنشتاق إليه).

توقفت أمام الخبر( العادي) وعدت بذاكرتي لما قرأته من أخبار عن حالات العنف والإهانة والتعذيب المؤدي للقتل. وقد تكون تلك الأخبار القاسية لدى البعض (عادية) بحكم طبيعة البشر وصراعاتهم بسبب أطماعهم وغضبهم وتهورهم الذي قد يصل للقتل، بل إن القرآن الكريم قد نقل لنا أول حالة عنف وتصفية وسفك دماء بين الإخوة حينما أقدم قابيل على قتل أخيه هابيل فندم وتورط بجثته! ولكن أن يقتل أب ابنته الطفلة البريئة أو يعذبها ويعنفها فهو أمر مؤسف لاسيما حينما يصدر من شخص يعد هو الأولى بحمايتها!!

والسؤال: ألا يشعر هذا الأب بالأسى والحزن والفقد وهو مسلم عاقل بالغ راشد؟ أو يفترض أن يكون كذلك بميزان الشرع والقانون؟!

أدرك أنه قد يعارضني الكثير حول حقيقة مشاعر الرئيس الأمريكي (بوش الابن) لاسيما أنه قد ساهم مع جنوده بقتل أطفال آمنين في أفغانستان والعراق إبان الحرب المشؤومة! وهذا صحيح، حتى لو سلمنا بدوافعه وأنها ردود فعل وثأر نتيجة تفجير البرجين في الحادي عشر من سبتمبر، ولكنه بدا في الصور المصاحبة للخبر متأثراً وحزيناً، بما يعني أنه يملك قلباً رقيقاً يحزن به على كلب عاش معه ثماني سنوات! فما بال بعض أولئك الآباء المسلمين يقتلون أطفالهم الأبرياء وبالذات بناتهم فلا يحزنون ولا يشعرون بالأسى؟! وكيف يُقدم زوج مسلم على قتل زوجته وأم أولاده التي عاشت معه ردحاً من الزمن؟ فضلاً عن التعنيف والضرب والسحل!

إن ما تحمله وتنشره وسائل إعلامنا المحلية من أخبار مأسوية حول تمزق العلاقات الاجتماعية والأسرية الناتجة عن مشاعر صخرية حجرية يعكس ما لدينا من خلل في العواطف، بينما تحمل لنا أخبار الشرق والغرب مشاعر شعوب لديها عواطف رقيقة وأحاسيس مرهفة، تظهر جلية ليس نحو البشر فحسب؛ وإنما حتى تجاه الحيوانات.

(ما ترى باس يا بوش، والبقية في حياتك)!!