القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج:
مُني الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بالفشل في تحقيق أية مكاسب من زيارته لمصر - التي تُعد الأولى من نوعها لرئيس إيرانى منذ 36 عاماً - على كافة الأصعدة، فربما توهم أن المصريين سوف يستقبلونه بحفاوة سياسية ودينية، لكن الحال تبدَّل عندما وطئت قدمه أرض الكنانة، حيث قابلوه برفع الأحذية في وجهه تعبيراً عن رفضهم لمساندة إيران للرئيس السورى بشار الأسد، وقد ساهم ذلك في إرباك حسابات نجاد، فهو كان يأمل في تواصل مع مصر لتكون له سنداً قوياً في أزمته مع الغرب، لكنه نسي أن ثمة عقبات كؤوداً تحول دون تواصل حقيقي بين القاهرة وطهران، وأنه يجب على النظام الإيراني اتخاذ خطوات جادة في القضايا الخلافية دون الارتكان إلى العبارات المطاطة، خصوصاً فيما يتعلق بأهل السنّة في إيران، وقضايا الأحواز، وأمن الخليج العربي، والموقف في سوريا.
فيما أن الرئيس المصري محمد مرسي استقبل نظيره الإيراني بترحاب شديد، لكن المؤسسة الدينية الرسمية الممثّلة في مشيخة الأزهر كان لها موقف حاد من نجاد، ورفضَ شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن يمر اللقاء دون أن يُوصل للرئيس الإيراني رسالة واضحة، مفادها أن دخوله الأزهر كضيف جاء على مضض بسبب مساندة طهران للنظام السوري الذي يقتل شعبه ليل نهار، كذلك هناك أسباب دينية، فالأزهر الشريف منارة أهل السنّة والجماعة يأبى أن يمر اللقاء دون التأكيد على أن مصر لا تقبل بسبّ الصحابة من قريب أو بعيد. وضحت الرسالة جلية عندما رفضَ شيخ الأزهر أن يُشارك نجاد في مؤتمره الصحفي، حيث حضر حسن الشافعي مستشار شيخ الأزهر، مع الرئيس الإيراني، وقد شهد المؤتمر خلافات بين الجانبين، إذ أبدى أحمدي نجاد امتعاضه إزاء البيان الذي تلاه الشافعي وهدد بالانسحاب.