مكة المكرمة - سعود البركاتي:

بعد نحو عامين لن يواجه ساكني مدينة جدة وزائريها، عوائق لأداء الصلوات الخمس في المسجد الحرام، وكذلك فروضهم الدينية الأخرى من حج وعمرة وخلافه، عندما ستتوفر لديهم بدائل أخرى للنقل، والمتمثلة في 35 قطاراً سريعاً و385 عربة حديثة، تسير بسرعة معدلها 300 كيلو متر في الساعة، لتقطع المسافة ما بين مكة وجدة في نحو 15 دقيقة فقط.

ففي نهاية عام 2014م سيكون الجميع على موعد لإطلاق المرحلة التجريبية لمشروع قطار الحرمين كأكبر مشاريع سكك الحديد، تشهده المملكة في تاريخها، يربط مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة، بواقع 480 كيلو متراً، عبر خمس محطات عملاقة في كل من مكة المكرمة ووسط جدة ومطار الملك عبدالعزيز ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية والمدينة المنورة.

ورصدت «الجزيرة» في جولة لها أمس الأعمال التي تجري في موقع المحطة الأولى التي سينطلق منها قطار الحرمين، في حي الرصيفة أو ما يعرف بحارة «الزهارين» حيث يجري العمل حالياً على مدار الـ 24 ساعة، في سباق حميم مع الزمن، لإتمام الانطلاقة الأولى لهذا المشروع في الوقت المحدد له، والمتوقع أن يكون في الربع الأول من عام 2014م، حسب ما أشار إليه عدد من المشرفين على الأعمال التنفيذية في الموقع.

وتحتوي المحطة التي تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 447600م2 على مرافق وخدمات للركاب تم تصميمها وفق معايير عالمية لمحطات القطارات السريعة وتشمل: مبنى المحطة الرئيسي ويحتوي على صالة للقدوم وأخرى للمغادرة، بالإضافة إلى المسجد الذي يتسع لعدد 600 مصل، مركز للدفاع المدني، مهبط للطائرات المروحية، 10 أرصفة لوقوف القطارات وانتظار الركاب، مواقف السيارات وتحتوي على عدد 5000 موقف مقسمة إلى مواقف قصيرة وأخرى طويلة الأمد، صالات لكبار الشخصيات. كما تم ربط المحطة بنظام النقل العام في العاصمة المقدسة من خلال توفير أماكن مناسبة لمواقف للحافلات, وربط المحطة بممر مشاة مع محطة القطار الخفيف الذي تبدأ بتطويره شركة أم القرى بطريق الملك عبدالعزيز.

ويبدأ مشروع قطار الحرمين من مكة المكرمة حيث المحطة الأولى من حي الزهارين على جسر معلق بطور 1600 متر عند الكليو 2, ثم يستمر ليدخل مدينة جدة عند أبرق الرغامة من جهة الشرق على جسر معلق بطول 700 متر ليحمل القطار إلى جهة الغرب عند تقاطع الملك عبدالله لدخول محطة جدة بالسليمانية، ثم يستمر مروراً بتقاطعات التحلية وبريمان والمطار والدفاع الجوي والقاعدة الجوية وصالة الحجاج, حيث تم إعادة بنائها لتتلاءم مع الارتفاعات الجديدة للقطار7.5م .

ثم يتابع القطار المسار مرورا بثول وذهبان إلى رابغ حيث يتقاطع مع طريق رابغ المدينة المنورة متجها إلى محطة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية عند الكيلو 181 ثم الى المدينة المنورة، حيث يدخل الجزيرة الوسطية للطريق الدائري الثالث بالمدينة المنورة عن طريق نفق طوله 550 مترا عند الكيلو 433 ويستمر داخل الجزيرة الوسطية مرورا بتقاطعي قباء وعلي بن أبي حتى يدخل محطة المدينة عند الكيلو 449 على جسر يمر أعلى طريق القصيم.