استمرار برنامج الابتعاث لخمس سنوات قادمة، سيتيح المجال للاستفادة من بضعة آلاف خريج وخريجة، من جامعات أمريكا وكندا وأوروبا وأستراليا واليابان. والوطن بأمس الحاجة لمثل هؤلاء الخريجين، وذلك في ظل تواصل ضعف المخرج الجامعي على مرأى ومسمع وزارة التعليم العالي. وأكيد أن تجربة الابتعاث التي حاولت بعض التيارات النيل منها، ستظل رافداً مهماً من روافد الحياة الإدارية بكل أوجهها، كما فعلت منذ الستينيات وحتى اليوم.
المؤسف أننا نظل نتأمل في الدراسة في الخارج كل الخير، لكننا لا نقدم لتعليمنا العالي الرؤى التي يمكن أن تطوره، وتجعله يقترب من مستوى التعليم في جامعات الدول التي نبعث أبناءنا وبناتنا لها. وربما يظن البعض أنه مهما تطور تعليمنا العالي، فإن ذلك لن يغني عن الابتعاث، لأن الأمر في النهاية متعلق بالتجربة الحياتية الكاملة، أكثر من ارتباطه بالدراسة الجامعية. وهذا الأمر قد يكون صحيحاً بالنسبة للبعض، لكن البعض الآخر ، يؤكد أن تطوير المناهج التعليمية في جامعاتنا وتطوير البيئة الجامعية وخلق المناخات الإبداعية التي تستوعب عقول الطلبة الجامعيين والطالبات الجامعيات، ربما سيكون البديل الوحيد لمن لن يتاح لهم أن يحظوا بفرص التعليم الجامعي في الخارج، أو في حال لم يستمر برنامج الابتعاث بعد خمس سنوات.
دعونا نفكر بالمستقبل. لا مناص من تطوير التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي والجامعي. وسوف لن نطوره، إذا كنا لا نزال ندّعي أنه أفضل تعليم!