منذ اندلاع أحداث أزمة البحرين في الرابع عشر من فبراير2010م، والحكومة تدعو إلى الحوار وتهدئة النفوس والأوضاع. وقد استمر الحوار الأول من بعد الأزمة لأيام طويلة تبيّن من نتائجها أن المعارضة البحرينية المتمثلة في «الوفاق» لا تريد حواراً، وليست جادة في مناقشة أصول أو فروع الخلاف الذي تسبب في تلك الأحداث، التي مضى عليها عامين في نفس تاريخ هذا اليوم!
ولا زال الحوار يتجدد، والحكومة البحرينية تمد يدها لكل المختلفين، بهدف الوصول إلى نقطة التقاء عبر الحوار والنقاش، بعيداً عن أحداث الشغب والعنف التي تكبّد آلامها وعاش متاعبها الطرفين. لذا فإن تعنّت المعارضة عن الحوار الجاد -كما حدث سابقا- وبحث أوجه الخلاف ليس له معنى سوى الرغبة بالفوضى والعنف الذي راح ضحيته شباب أبرياء، وتكبّدت آلامه قلوب الأمهات الثكلى، ورفعت مملكة البحرين بكل مكوناتها راية الحزن والألم على الوطن وعلى أبنائه!
البحرين هي دولة نشطة في المجال المدني، وإدارة العملية السياسية هي حق مفتوح للجميع، بدليل مشاركة الجمعيات السياسية المعارضة في هذا الحوار الذي يدور هذه الأيام، وهذه العملية بلا شك، تطور نوعي في الفكر السياسي والمشاركة قياسًا على الدول العربية وأساليب إدارتها، وهذه ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي أقول فيها أن البحرين بالفعل مختلفة، وسبقت الكثير، لا من ناحية المجتمع المدني، ولا الشراكة السياسية التي صعدت لهذا المستوى بفضل مشاركة الجميع. وإن كان الخلاف هو مطلب للتنوع، فإن الاتفاق -أيضًا- هو مطلب للتعايش، والأمان. لذا فإن فرض الرأي والواحد، والاتجاه الواحد، والتعنّت وعدم التنازل، ستكون ضحيته البحرين مجدداُ.
المتابع لمجريات أحداث البحرين، يجد أن الإدارة البحرينية تعاملت بحكمة ورباطة جأش مع الاحتجاجات التي بدأت «وطنية» ثم تحولت بسرعة إلى احتجاجات لا يقبلها المنطق، ولا أي مواطن يحتفظ بعروبته ويفخر بها. مع ذلك لم تحمل السلطة البحرينية «غلاً» على أحداً من أبنائها العاقين، بل فتحت الأبواب للحوار والنقاش والتفاهم، شريطة عدم المساس بسيادتها وخليجيتها وعروبتها! وعدا هذا فهو مقبول والمجال فيه واسع للأخذ والرد.
لذا؛ فإن نجاح الحوار البحريني هو المأمول والمتوقع -بمشيئة الله- إذ إن التشنج والحالة النفسية التي كانت تمر على البحرين في مرحلة الحوار السابق قد زالت -إلى حد ما- أيضًا الآمال والأحلام التي كانت تُحرك -بعض- أطراف المعارضة، أظنها قد وصلت إلى مرحلة اليأس، بعد أن ثبت أن الشعب البحريني الوفي لا يُمكن أن يغدر بوطنيته وعروبته، والمجال الآن أوسع لقراءة الأحداث والتوقعات منها. من هنا، يُفترض أن تستخدم المعارضة أساليب أخرى واتجاهات مقبولة «تتوافق» مع مطالب البحرينيين بكل مكوناتهم.
البحرين لا نراها إلا مدينة سلام، هادئة وجميلة وتقبل الجميع، وأعمال التخريب لا تليق بها ولا بأهلها الطيبين، وكل ما أتمناه أن تتوقف أعمال العنف التي جعلت القوات الأمنية تضطر إلى الوقوف بالشوارع وعلى نواصي المناطق المتوقع خروج عناصر تخريبية منها. وعودة السلام متوقفة على المعارضة، والمعارضة وحدها!
www.salmogren.net