لا أعرف من أين تستمد الفنادق ذات تصنيف (خمس نجوم) في هذا البلد أنظمتها وقوانينها؟!

أفهم أن البرستيج له ثمن، وأن الراحة بمقابل، ولكن ألا تكفي تلك الأسعار الفلكية للسكن؟! تخيل فندقاً تدفع له إيجاراً في حدود 900 ريال في الليلة الواحدة، ويطالبك بقيمة الاستفادة من (الواي فاي) للإنترنت واستخدامه، الساعة بـ 30 ريالاً واليوم بـ 80 ريالاً! قارورة الماء تحسب بـ(7 ريالات) رغم أن ثمنها في الخارج ريال واحد!

فندق آخر.. يوقف سيارتك في كل مرة بـ(10 ريالات)!

بالمقابل الشقق المفروشة بكل مستوياتها تقدم خدمات (الإنترنت) مجاناً طوال الـ(24) ساعة رغم أن إيجار الغرفة والصالة لا يتجاوز 200 ريال!

كل الفنادق الفاخرة في العالم سواء في أمريكا أو أوروبا أو آسيا أو إفريقيا تتعامل مع العميل على أمل عودته (مرة أخرى) عدا فنادقنا ذات (الخمس النجوم) فهي تتعامل من منطلق (أشفط ما في جيب النزيل)، ولو كان باستطاعتهم التحكم في كمية الهواء التي سيستهلكها العميل لفعلوا ذلك بمقابل!!

الرقابة على الفنادق الفاخرة تحتاج مضاعفة الجهد، لتتوافق مع رقابة الفنادق والشقق المتوسطة، فالاسم وحده ليس كافياً، لأن المشغل المحلي إذا لم يشعر بوجود من يتابع خدماته من غير الشركة (الأم) مالكة الاسم فإنه سيحاول سن قوانين وأنظمة خاصة لاستغلال النزيل، خصوصاً عند المغادرة!

البعض يخجل ويدفع بصمت قيمة خدمات مجانية 50ريالاً، 90 ريالاً... إلخ!

عند (الرسيبشن) كنت مُطالباً بدفع مبلغ 24 ريالاً، مقابل غسيل وكوي (الثوب) رغم أن لونه تحول من الأبيض النيلي (لون الهلال) إلى الأصفر الفاتح (لون النصر) بسبب كثرة مرات الغسيل، سألت المدام (نفع الله بعلمها) كم صار للثوب عندي يا مرة؟! فأجابت: 4 أشهر يا رجل!

حينها هممت بفتح الأزرار وفسخ الثوب وتركه عند الرسيبشن، والخروج من الفندق (بالسروال والفانيلة) لأن تفصيل ثوب آخر جديد أرخص من 3 غسلات في (فندق الـ 5 نجوم)!

طبعاً بعدما (بدأت في التدقيق) وخوفاً من انتقال العدوى للنزلاء الآخرين في الانتظار، قال مدير الرسيبشن: شكراً الفندق عملك خصم 30%، أهلاً وسهلاً نشوفك مرة ثانية و(هاف آنايس ترِب سير)!

سكرت أزرار (ثوبي) وسكنت الشقق المجاورة للفندق!

وعلى دروب الخير نلتقي.