|
إن الاهتمام بالناحية الجمالية قد تزايد في السنوات الأخيرة متزامناً مع ظهور تقنيات حديثة لحل العديد من المشكلات التجميلية، فمن منا لا يتمنى أن تكون أسنانه أكثر بياضاً عمَّا هي عليه. وخصوصاً بعد تقدّم العمر واصفرارها وتصبغها نتيجة تناول الشاي والقهوة أو الكولا أو نتيجة التدخين.
التبييض في العيادة
هناك العديد من المواد التجارية أو الطبية للحصول على ذلك، ولكن مؤخراً انحصر التبييض على أسس علمية طبية بتقنيتين رئيسيتين هما التبييض في العيادة باستخدام الليزر أو ضوء البلازما والتبييض في المنزل.
وسوف نتحدث في البداية عن تبييض العيادة، حيث يقوم الطبيب بوضع الجل المبيض على الأسنان مباشرة وتكون نسبة المادة المبيضة مختلفة عمَّا هي عليه في مادة التبييض المنزلي ثم يسلط شعاعاً ضوئياً إما من جهاز ليزر خاص بالأسنان أو بواسطة قوة ضوء البلازما فينشّط هذا الشعاع الضوئي الحبيبات الموجودة في المادة المبيّضة حتى تمتص الطاقة وتخترق طبقة ميناء الأسنان لتزيد من شفافية السن، ويتم تكرار وضع الجل المبيض ضمن الجلسة الواحدة حسب شدة التصبغات لدى المريض.
أفكار خاطئة
يجب أن نؤكّد هنا على أن التأثيرات الجانبية للتبييض في المنزل من حساسية أسنان خفيفة أو احمرار لثوي خفيف هي تأثيرات مؤقتة تزول بزوال التبييض وتختلف من شخص إلى آخر، والشيء المؤكّد أن التبييض لا يجعل الأسنان أكثر قابلية للتسوس أو الإصابة بالتهابات لثوية، كما أن التبييض سواء في العيادة أو المنزل لا يغيّر لون الحشوات أو التركيبات وبالتالي لا ينصح به في حال وجود العديد من الحشوات أو التركيبات وخصوصاً على الأسنان الأمامية.
مزايا التبييض
من مزايا التبييض في العيادة أنه يتيح للمريض مشاهدة النتيجة مباشرة خلال ساعة واحدة، كما أن هذه التقنية غير مؤلمة وليس لها أي تأثير جانبي على الأسنان أو الأنسجة اللثوية، وهي تمنح المريض فرصة تبييض سن واحدة أو مجموعة أسنان معينة فقط دون بقية الأسنان حسب رغبة المريض.
بدائل التبييض التجميلية
عندما تكون المشاكل التجميلية على الأسنان الأمامية تتعدى مسألة التصبغات فخيارات المعالجة تكون مختلفة.. نذكر منها:
1- طبقة البورسلين Porcelain Veneer.. فإذا كان لدى المريض فراغات كبيرة بين الأسنان أو نهاية الأسنان مكسورة أو أسنان ملونة أو متصبغة بتصبغات عميقة لا يمكن أن تزول بالتبييض أو هناك أسنان مشوّهة في الشكل أو الحجم كما في الأسنان الوتدية الصغيرة على سبيل المثال فإن أمام المريض حلاً لهذه المشكلات عن طريق وضع طبقة البورسلين، حيث إن هذا الوجه والذي يكون بسماكة 0.5 ملم يلتحم التحاماً شديداً بالسن ولا يتطلب اقتطاعاً كبيراً من الأنسجة السنية، وله نفس شفافية السن الطبيعي ويتمتع بمقاومة شديدة للتآكل والاهتراء أكثر من السن الطبيعية، ولا يتغيَّر ولا يصطبغ لونه أبداً، ولكنه لا ينصح به في حالات سوء الأطباق أو ازدحام في الأسنان أو سوء في اصطفافها ولا ينصح به أيضاً إذا كان السن الأمامية تشتمل على أكثر من حشوة اللسانية وهذا ما سوف يضطر الطبيب بالتالي إلى اختيار التركيبة الكاملة.
2- التركيبة الكاملة Complete Crown .. يمكن أن تكون على الأسنان الأمامية تركيبة مصنوعة بكامل طبقاتها من بورسلين فقط، وهذا الأفضل أمامياً بسبب شفافية هذا النوع من التركيبات والتي تقارب إلى حد كبير شفافية السن الطبيعية أو ممكن أن تكون التركيبة بورسلين ملتحم بالمعدن.
3- وجوه الكومبوزيت.. وفيها نقوم بتشكيل الوجه أو الطبقة مباشرة في فم المريض وهو من نفس مادة الحشوات التجميلية البيضاء المستخدمة لإعطاء الشكل واللون للسن المعالجة والمتناسق مع بقية الأسنان، ولكن من سيئات هذه المادة أن لونها قد يتغيّر وممكن أن تتآكل مع الوقت وهذا يختلف من شخص لآخر تبعاً للعادات الشخصية من تناول المشروبات الملونة أو التدخين وحسب مدى العناية بالصحة الفموية.
واختيار الحل الأنسب يرجع إلى قرار مشترك لكل من الطبيب والمريض بحيث يقرران نوع الخيار العلاجي التجميلي المناسب.
د. أحمد الراشد / وحدة طب الأسنان