|
لندن - واشنطن - عمان - عواصم:
سيطرت المعارضة السورية المسلحة على بلدة في محافظة الحسكة المنتجة للنفط أمس الخميس بعد ثلاثة أيام من القتال العنيف الذي قتل فيه مائة جندي سوري على الأقل و30 من مقاتلي جبهة النصرة المعارضة. وتساعد السيطرة على بلدة الشدادي من أيدي القوات الحكومية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد على تقريب المعارضة من عاصمة محافظة الحسكة التي تبعد 45 كيلومترا إلى الشمال. وقال عمر أبو ليلة المتحدث باسم القيادة الشرقية للجيش السوري الحر: إن وحدات من مقاتلي المعارضة تضم مقاتلين من جبهة النصرة تفرض سيطرتها الآن على بلدة الشدادي بعد اقتحام مجمعات تابعة لأمن الدولة والمخابرات العسكرية.
وتقدم الحسكة التي يسكنها خليط عرقي من العرب والأكراد أغلب إنتاج سورية من النفط الذي تراجع إلى الثلث بحيث لم يعد يتعدى 100 ألف برميل يومياً منذ اندلاع الانتفاضة السورية ضد الأسد في مارس آذار 2011. وقال أبو ليلة إن حامية تابعة للجيش تحرس حقل الجبسة المجاور للغاز فرت مع تقدم وحدات من المعارضة المسلحة من نهر الفرات وفي اتجاه الشدادي. وقال أبو ليلة الذي تحدث عبر الهاتف من شرق سورية «الشدادي والجبسة الآن تحت سيطرتنا. في الأيام القليلة القادمة سوف نتقدم باتجاه مدينة الحسكة.» وقال ان جبهة النصرة فجرت سيارات ملغومة بالقرب من مجمعات أمنية في الشدادي مما سمح للقوات المهاجمة باقتحام البنايات والسيطرة على المدينة وهو نمط استخدمته قوات المعارضة المسلحة التي يمثل الإسلاميون اغلبها في مناطق أخرى سيطرت عليها. وفي الوقت ذاته اسقط مقاتلون معارضون للنظام السوري أمس الخميس طائرتين حربيتين للجيش السوري في ريف ادلب في شمال غرب سورية بعد إطلاق النار عليها من رشاشات ثقيلة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح المرصد ان الطائرتين سقطتا في منطقتين من ريف ادلب الجنوبي، وكانتا تقومان بعمليات قصف لقرى في المنطقة التي يسيطر المعارضون على أجزاء واسعة منها. في حين نقل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن نظيره السعودي سعود الفيصل الخميس ان حصيلة القتلى ربما تكون 90 ألفا. وقال كيري والى جانبه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، «كانت لي فرصة (...) للتحدث هذا الصباح مع وزير الخارجية السعودي. أول ما قاله لي هو انه ربما هناك 90 ألف قتيل في سورية بحسب تقديراته».
وتقدر الأمم المتحدة ان عدد القتلى في النزاع في سورية «يقترب من 70 ألفا». وقال كيري ان «الوضع الإنساني المأسوي» في سورية سيكون أحد أهم الموضوعات على جدول المحادثات المزدحم في أول لقاء له في وزارة الخارجية مع الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون. وقال كيري الأربعاء بعد محادثات مع نظيره الأردني ناصر جوده ان واشنطن وعمان ستجددان الخطوات لحث روسيا، حليفة سورية، على ممارسة مزيد من الضغط على الرئيس بشار الأسد ليتخلى عن منصبه. ونبه كيري إلى ان «الأعداد الكبيرة» للاجئين الذي فروا من النزاع المستمر منذ 23 شهرا يمثل عبئا ضخما على جيران سورية. وتقول الأمم المتحدة والولايات المتحدة ان اكثر من 750 ألف شخص فروا من سورية فيما نزح نحو مليونين ونصف داخل البلاد.