|
القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج - خالد أمين:
تشهد مصر اليوم مظاهرتين مختلفتين في المطالب والأهداف، الأولى تلك التي أعلنتها الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية، والتي تحمل اسم مليونية «لا للعنف»، المقرر تنظيمها بميدان جامعة القاهرة، أمام تمثال النهضة، وقد قامت الجماعة بحشد جميع أعضائها بالمحافظات. وأكد خالد الشريف، المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، أن الحزب انتهى من وضع الترتيبات النهائية لـ»مليونية معاً ضد العنف». وأضاف الشريف أن الشيخ محمد عبد المقصود، الداعية السلفي المعروف، أعلن مشاركته في المليونية، كما أعلن الدكتور صلاح سلطان، الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، مشاركته في فعاليات المليونية، إضافة إلى الجالية السورية في القاهرة وأسرة الدكتور عمر عبد الرحمن، فيما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين مشاركتها.
لكن في المقابل دعت 38 حركة وائتلافاً شبابياً جموع الشعب المصري للتظاهر اليوم الجمعة أمام قصر القبة الرئاسي تحت شعار «كش ملك»؛ وذلك من أجل تحقيق أهداف الثورة، مؤكدين استمرارهم في مطاردة الرئيس محمد مرسي من قصر لقصر، وعدم تراجعهم عن أهدافهم مهما زاد بطش الشرطة أو عناد مرسي. وأعلنت الحركات تنظيمها أربع مسيرات عقب صلاة الظهر للمشاركة بالمليونية أمام قصر القبة. وأضاف البيان بأنه بعد أسابيع من التظاهر المستمر في ميادين مصر من أجل مطالب عادلة ومشروعة استُشهد وأُصيب واعتُقل وسُحل وعُذب في سبيلها مئات الشباب والمواطنين الأبرياء، لم يستجب مرسي لأي من تلك المطالب، واعتمد على قوى الأمن في إجهاض الغضب الشعبي وتثبيت أركان نظامه.
فيما أعلنت أحزاب إسلامية ومدنية عدم مشاركتها في أي من المظاهرتين أملاً بتهدئة الشارع المحتقن؛ حيث قال محمد المهندس، المتحدث باسم حزب مصر القوية، إن الحزب لن يشارك في فعاليات الجمعة، سواء بمليونية الجماعة الإسلامية لنبذ العنف أو بمظاهرات الحركات الثورية؛ وذلك لعدم زيادة الاحتقان بالشارع المصري.
كما أكد الدكتور محمد الخزرجي، عضو المكتب التنفيذي لشباب جبهة الإنقاذ، أن شباب الجبهة قرروا عدم المشاركة في مظاهرات اليوم الجمعة المعروفة باسم «كش ملك» لانشغالهم بأكثر من قضية، في مقدمتها حملة «حقوق أهالينا».
إلى ذلك صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية بأنه في ضوء دعوات مختلف القوى السياسية والثورية للتظاهر فإن وزارة الداخلية تؤكد مجدداً إيمانها الكامل بحرية التعبير السلمي عن الرأي والتزامها بحماية المتظاهرين السلميين وتأمين المنشآت العامة والخاصة، كما تؤكد الوزارة حرصها على أن يخرج مشهد التظاهرات بعيداً عن أي مظاهر للعنف أو التعدي على المنشآت أو القوات، وتناشد وزارة الداخلية القوى السياسية والثورية كافة الاضطلاع بدورها الوطني والحرص على أن تخرج فعاليات تلك التظاهرات في مشهد يرسخ أسس التعبير السلمي عن الرأي.