بالأمس القريب أصدر قائدنا وباني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وسدد على دروب الخير خطاه أمره السامي الكريم - الذي تناقلته وسائل الإعلام المختلفة المحلية والخليجية والعربيَّة والإسلاميَّة والأجنبية عبر وسائلها الإعلامية المختلفة من الورقية والإلكترونية والإذاعة والتلفزة، حيث يهدف هذا الأمر السامي الكريم إلى مصلحة الوطن والمواطن معناً.
باختيار صاحب السّمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود -وفقه الله- نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء بما يملكه من ثروات من التجارب والخبرات الطويلة والممارسات الفعلية والكفاءة المهنية العالية في تلك المناصب القيادية المهمة قد أثرى الوطن بأعماله الجسام سواء كانت أمنية أو عسكرية أو اجتماعية أو سياسية.. تدل دلالة واضحة على دقة الرؤى الثاقبة البعيدة المدى التي يتمتع بها قائدنا وباني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فالكفاءة المهنية والخبرة الطويلة التي حازت على الثقة الملكية الكريمة بإسناد هذا المنصب الكبير وهذه المسؤولية العظيمة إليه فهي تعتبر من الأسس في تطوير البنى التحتية وما بعدها.
وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود -سلمه الله- أحد هؤلاء الرجال الأفذاذ وأحد الرموز الثاقبة التي بذلت جهوداً جبارة وإنجازات مضيئة وعطاءات جساماً منذ بداية حياته العملية في حصن من حصون القوات المسلحة كطيارٍ حربيٍ وصقر من صقور القوات الجوية، وقد تدرج حتى أصبح مساعداً لمدير العمليات الجوية ورئيس قسم الخطط والعمليات في القوات المسلحة وقد استفاد من خلال فترة عمله في القوات الجوية الكثيرة من المعارف والعلوم والمهارات والخبرات والفنون العسكرية المتقدمة.
وبعد هذه المرحلة الطويلة في مجال الأمن - وفي عام 1400هـ، الموافق 1980م تولى إمارة منطقة حائل وقدم الشيء الكثير والكثير وشهدت مدينة حائل تحولاً وتطوراً كبيراً وواسعاً في كافة المجالات وفي شتى الميادين، ثم انتقل في نفس العمل ليكون أميراً لمنطقة المدينة المنورة خلفاً للأمير الراحل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود، فقد أسهم بشكل فاعل ومباشر بكل أمانة وإخلاص وتفان وعمل دؤوب لا يعرف الملل ولا الكلل حتى أصبحت تلك المدينة تضاهي من سبقها في التطور الحضاري والعمراني وغير ذلك من المجالات الأخرى لفترة طويلة.
مما جعلت القيادة الحكيمة تزداد ثقة وبعداً في قدراته وعطاءاته وإنجازاته المتعددة حتى أسندت إليه مهمَّة صعبة وشاقة في عام 1426هـ، الموافق 2006م وهو جهاز الاستخبارات العامَّة خلفاً لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبدالعزيز آل سعود فقد بذل قصارى جهده في هذا الجهاز الحيوي الهام وقام على تطويره وتجديده والرفع من مضاعفة أعماله وتطوير الكوادر البشرية بشتى أفرعه علمياً وعملياً وفكرياً وتقنياً واحترافياً ومهنياً وبعد هذه المناصب الجسام التي تولى حقائبها لفترة طويلة من الوقت استقر به المقام كمستشار ومبعوثٍ لقائد المسيرة، حيث يعتبر سيدي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز من أولئك الرجال الأفذاذ الذي يملكون سجلاً حافلاً بالعطاء والبناء والتطوير والتأسيس.. والتخطيط المتزن هذا المقال المتواضع.. أكتبه من القلب وأملاه الواجب عليِّ ورحب به العقل وسطره القلب تساعده الجوارح وتمليه العواطف والأحاسيس والمشاعر الفياضة تجاه هذه الشخصيَّة العملاقة المتألقة في كافة المجالات.
فإن من يسبر أغوار شخصيته سيجد صورة مشرقة بطبائعها وخصائصها، إنه شخصية تستحق الثناء والتأمل والمتابعة تمتاز بهيبتها ومكانتها وعزتها، راجح العقل، قوي الحجة والبرهان، صادق القول والعمل، بعيد كل البعد عن الكبر والتعالي، متواضع يكره الضعف والهوان والابتذال، واسع الأفق صائب الرأي، عميق الفهم يكره التسرع في الرأي، حكيم في القول والفعل، جاد في القول، حازم في العمل، حريص كل الحرص على إتقانه وإنجازه، يعمل بجد وعزم، يعمل بصمت، حريص على نفع الناس وخدمتهم والإصلاح بينهم، يشارك أبناء الشعب أفراحهم وأتراحهم..
مجلسه يجمع بين الجد والحكمة والهيبة والعلم، فكلما ازداد الحب زاد الود والعطاء والتضحية والتفاني وعمّ الرخاء في أرجاء بلادنا المترامية الأطراف.
فهذه المشاريع الجبارة التنموية تتواصل عطاءاتها في كل مكان وجسور الإخاء يتواصل بناؤها في أرجاء المعمورة ونبع المعرفة، يتدفق معيناً صافياً من بين أرجائها.
حيث تعيش بلادنا -ولله الحمد والمنَة- من كافة أطرافها في ملحمة قوية يسودها الشعور بالراحة والطمأنينة بين القائد والرعية، وبين الحاكم والمحكوم الذي يعبر عن متانة العلاقة الأزلية منذ مؤسس هذا الكيان العظيم جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي زرع في نفوس أبناء الوطن التلاحم والترابط والتكاتف والالتفاف حول القيادة.
وفي الختام أرفع أصدق عبارات التهاني وأزكى عبارات التبريكات إلى مقام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- بمناسبة صدور الأمر الملكي الكريم بتعينه النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقه وأن يعينه وأن يسدد خطاه على طريق الخير والصواب وأن يحفظ لبلادنا أمنها واستقرارها في ظل القيادة الحكيمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -أدام الله عزه ومكانته- وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله- من كل سوء ومكروه.
والله الموفق والمعين.