في عدد 14739 من «الجزيرة» قرأت ما كتبه الأخ الفاضل د. عبدالعزيز السماري في زاويته «بين الكلمات»، تحت عنوان «لماذا نُخفي وجوههن»، ومضمون حديثه عن ردود الفعل الاجتماعية على حديث أحد الوعاظ عن وجوب تغطية وجه الطفلة متى كانت مشتهاة، وكانت الردود في مجملها تعترض على سطحية الفتوى وهو كذلك لا يعجبه الفتوى ولا تُعجبه أيضاً تغطية وجه المرأة. وأنا أقول له: أخي.. ما قاله الشيخ وما قلت أنت لم نسمع في آبائنا الأولين والآخرين أن هناك طفلة تُشتهى، أو أن أحداً قالها قبلك أو بعدك، ففي مملكتنا المترامية الأطراف روضات أطفال شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، ولم نسمع أبداً ثم أبداً أن هنالك داعية أو حتى مفتي المملكة قال «يجب على الطفلة تغطية وجهها».. والطفلة لا تُشتهى في هذه السن - أخي العزيز - بل تُشتهى إذا ظهرت عليها علامات البنت أو الفتاة أو الشابة أو المرأة. ولعل الواعظ رأى بنتاً أو فتاة أو شابة مع أمها قد بلغت مصاف النساء ثم قال ما قال وهم لهم بالمرصاد.
ثم قال السماري: (والدعوة لتغطية وجه الطفلة أو المرأة في المجتمع السعودي ليست وليدة اللحظة، ولها أبعاد أكثر من دينية، وربما تحمل في مجملها بعداً اجتماعياً صرفاً له علاقة بتقاليد كانت تعتبر غطاء وجه المرأة دليلاً على شرفها وفيه حماية لها من النظرات وإثارة الشهوات).
أخي العزيز، أُعيد وأُكرر أن الطفلة عندنا في جميع روضات الأطفال لم يقل أحد يجب عليها تغطية وجهها، علماً بأنها في روضة تشتمل على روضة فيها طفل وطفلة، أما عن تغطية وجه المرأة، فالجميع يرى أن فيه حماية لها من النظرات وإثارة الشهوات وما في ذلك أدنى شك).. ثم رجع وقال: (والأهم من ذلك أن حجب الوجه بشكل عام فيه طمس كامل للهوية ويجعل من المرأة جسداً وهرمونات أنثوية تتحرك بلا شخصية اعتبارية أو كياناً بلا تعابير...).
أخي العزيز: ما أكثر المتحجبات عندنا ويعملن في مجالات عديدة، بل يشار إليهن بالبنان في تفوقهن ووصولهن أعلى المناصب ولم تنطمس كامل هويتهن ولم يكُن هرمونات أنثوية يتحركن بلا شخصية اعتبارية، فالحق أحق أن يُتبع.
ومن قوله أيضاً: (لا زالت تُعامل في بعض الوجوه كإنسان قاصر وليس لها حق قيادة سيارة لتوصيل أبنائها إلى المدرسة في نهاية الأمر كانت ردود الفعل على فتوى الشيخ الذي أفتى بوجوب تغطية وجه الطفلة...).
أخي العزيز: الآن اتضح لي ولغيري أن الهدف من هذا الموضوع أو الغرض منه المناداة بقيادة السيارة للمرأة، فيا ليتك كفيتنا العناء واختصرت علينا المشوار - ونكون لك من الشاكرين - ولم تتنقَّل بنا من طفلة مُشتهاة وطفل وامرأة في تغطية الوجه وتركتنا نعوم في بحر لجي لنصل إلى هدفك من هذا المقال، فلا يجمل بك هذا وأنت صاحب الباع الطويل في كتابة المقال ولك الشكر من قبل ومن بعد.
عبدالرحمن سلمان الدهمش - الدلم