في عدد الجزيرة 14740، كتب الأستاذ سعد الدوسري في زاويته المعروفة باتجاه الأبيض ما جاء تحت عنوان (ملابس التنفيذ)، والحقيقة أنّ الكاتب قد لامس في تلك المقالة قضية عانينا منها كثيراً، وأكثر ما تتجسّد هذه المعاناة عند المواطن الذي نسميه بـ(المواطن المثالي)، وهو ذلك المواطن الذي لا يرضيه بل ويثير امتعاضه ما يراه من مخالفات تحدث في المجتمع، سواء أكانت هذه المخالفات أمنية أو مرورية أو صحية أو خدماتية، مما يجعل هذا المواطن المثالي كونه لا يملك صلاحية ضبط مثل هذه المخالفات، يستعين بالجهات الحكومية المسؤولة حسب اختصاصها التي تضطلع بمسؤولية الضبط لما ما يراه من مخالفات، ولكن عدم الاكتراث أو التجاوب من قِبل تلك الجهات مع البلاغات أو الشكاوى تجاه المخالفات المُبلّغ عنها، قد تجعل المواطن يفقد الحس تجاه هذه الأمور فلا يعود يعبأ بما يراه من مثل هذه التجاوزات التي تنعكس على المجتمع، ويتحوّل إلى مواطن سلبي لا يعنيه إلاّ ما يمس مصلحته فقط. والحقيقة أن تراخي بعض الجهات الحكومية عن التفاعل مع بلاغات المواطن ومعالجة ما يخل بسلامة المجتمع هو أمر حاصل بالفعل، حتى أن بعض الجهات قد لا ترد من خلال استعلاماتها على الاتصالات الواردة إليها، وإذا حصل ذلك فلا ترد إلاّ بشقّ الأنفس، وإذا ردّت فقد لا تستجيب. ولعلّي هنا اختزل جهتين لا تنفك معاناة المواطن من هذه الناحية معهما - وأقول ذلك من واقع تجربة - وهما بعض دوائر المرور وبعض أمانات المناطق. فالمرور لا يتجاوب مع البلاغات مثل بعض التجاوزات المرورية من مخالفات وعمليات تفحيط في طرق رئيسة تهدِّد حياة المواطن. وأيضاً بعض أمانات المناطق من خلال استعلاماتها 940 تتعامل بنفس المبدأ تجاه البلاغات التي ترد عن مخالفات بعض المطاعم وبعض المحلات التي تعرض مواد منتهية الصلاحية أو فاسدة. وكاتب هذه السطور له مع هذه التجارب سجل مليء بالتجاهل من قِبل هذه الجهات.

ولعلك أستاذي سعد الدوسري قد عانيت من تجاهل هذه الجهات، وكل مواطن مثلي مثلك لديه هذا الحس الوطني الجميل، وقد لامست الحقيقة، قضية تحتاج إلى معالجة تجاه من تم إعطاؤهم الصلاحيات المناط بهم تنفيذها، لكنهم - للأسف - يعاملوننا بأُذن من طين وأُذن من عجين حتى لو دمنا عليهم قائمين طالما أنّ الأمور تسير بالبركة.

محمد سند الفهيدي - بريدة - تعليم القصيم