فاصلة:
(من يمارس حقه لا يسيء إلى أحد)
- حكمة عالمية-
لم تفاجئني نسبة عدم الوعي المرتفعة للمستهلك السعودي لأننا مستهلكون للسلع بالدرجة الأولى. 96% من المستهلكين السعوديين لا يعرفون حقوقهم هذا ما أوردته جريدة الشرق في عددها يوم السبت الماضي لكن من علّم الباقين حقوقهم؟ وكيف تعلموها؟ مع أن النسبة قليلة لكنها تومي إلى أن المستحيل قد يحدث من المؤسف أننا بالفعل لا نعرف ماهي حقوقنا في حال اكتشفنا أنّا خدعنا في مواصفات أي سلعة شرائية. مع أن جمعية حماية المستهلك تشجع المبلغين عن الغش لكن الإشكالية في اهتمامنا نحن بالتبليغ. أن تطالب بحق من حقوقك لا يأتي دون إيمان بهذا الحق فهل نحن مؤمنون بحقنا في سلعة بمواصفات جيدة؟! الإشكالية ليست في حقوقنا كمستهلكين لكنها بشكل عام في تكوين ثقافة الحقوق والمطالبة بها. تذكرتُ بحثا قديما عن المجتمع العربي للدكتور «هشام شرابي» ذكر فيه مثالا يبين فيه فروقات القيم التربوية بين العرب والغرب، وتحديدا في تعليم الأم لابنها قيمة المطالبة بالحق وعدم الاستسلام للظلم. الطفل الصغير يعود من المدرسة باكيا لان زميله في الفصل انتزع منه شيئا من حاجياته الخاصة الام الغربية تقول لابنها لا تبكي عد الى المدرسة واسترجع ما سلبه منك زميلك أما الأم العربية فتطبطب عليه وتقول له إذا جاء والدك سنخبره الأم الأولى تعلم طفلها كيف لا يسكت عن الظلم أما الأم الثانية فتعلمه معنى الاستسلام للظلم وانه دوما بحاجة إلى شيء ما شخص كان أو شيء رمزي ليعيد إليه حقه، لذلك كبرنا وثقافة الحقوق لدينا غائبة. في كل مكان وكل زمان لا بد أن تطالب بحقك فالحقوق لا تهدى بل تنتزع. القيم الحقوقية ضرورية في حياة الإنسان وفي ثقافتنا الإسلامية المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المسلم الضعيف كما يخبرنا رسولنا الكريم. ثقافة السكوت والاستسلام هي ثمرة ثقافة مهترئة لابد لها من الانتهاء في زمن المعلوماتية والانفتاح على العالم بكل ما فيه من أحداث ومواقف تغير من مجرى التاريخ.
nahedsb@hotmail.com