الدارجون في مسالك الرياض، وعلى ثراها يُدركون مدى ارتباطهم بهذه المدينة وارتباط المدينة بهم، ويُمثّل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض سابقاً، وولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع حالياً، مع نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز أمير الرياض لاحقاً حلقة وصل قوية مع أبناء منطقة الرياض ومحبيها، ويمتد هذا الرابط بين الرجلين مشاركيْن في تنمية الرياض وعشقها ومعرفة الكثير من أعيانها ووجهائها وسكانها، وكذلك يمتد هذا العشق الأزلي إلى كافة محافظاتها ومراكزها، ويرتبط الاثنان بصلة وثيقة وصلات واسعة مع كافة طبقات المجتمع، ويُمثّلان رمزاً لهذه المدينة الهادرة وسكانها، وقد خلف صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز أميراً لمدينة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز امتداداً لمسيرة قاربت الأربعين عاماً، وامتاز سموه - رحمه الله - بعلاقات واسعة محلية وإقليمية واهتماماً خاصاً بالقضية الفلسطينية وأعمال البر والخير رعاية ودعماً وتشجيعاً وتربط سموه علاقات شخصية واسعة مع الكثير من القيادات العربية، حيث كان دائماً في استقبالهم ووداعهم ويُمثّل سموه وجهاً أليفاً ومألوفاً في المملكة، وقد عاونَ أخاه الأمير سلمان بن عبد العزيز في العمل الجاد الشاق في تنمية هذه المدينة ورعاية معظم مناشطها حتى أصبح الاسمان صنوين لهذه المدينة، ويُمثِّل ذلك تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية وصيانة الحقوق وحفظ الأمن ووضع الخطط طويلة المدى لتنمية هذه المدينة ورعاية تطورها وعمرانها، وقد كان لحديث صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز - رحمه الله - لجريدة «الجزيرة» والذي نُشر بعد وفاته لمحة خاصة لعلاقة سموه الحميمة بهذا الوطن ومدينة الرياض على وجه الخصوص وما يحمل لها المستقبل في طياته من مشاريع للنقل والتخطيط وتوسعة الطرق الرئيسة المزدحمة، وغير ذلك مما كان سموه يفكر فيه ويشغل اجتماعاته مع الجهات المساندة وعلى رأسها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وعلى الصعيد الشخصي فقد تميَّز سموه - رحمه الله - بشبكة علاقات محلية واسعة وكان قلبه وصدره مفتوحاً لكل أولئك الذين يرغبون في لقاء سموه وامتاز ببعد الرؤية وسلامة الرأي والتواضع الجم وكذلك الإبداع في انتقاء الألفاظ والكثير من المداعبات الإخوانية لجلسائه وخلصائه ويشاركه في هذه الميزة أخاه المرحوم صاحبالسمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز، عليهما رحمة الله وغفر لهما وأسكنهما فسيح جناته في الرفيق الأعلى ونقلهما من ضيق اللحود ومواطن الدود إلى جنات الخلود في سدر مخضود وطلح منضود وماء مسكوب مع الشهداء والأنبياء والصالحين، وإنه في الله عزاء من كل مصيبة وخلفاً من كل هالك، رحمهما الله وأسبغ عليهما شآبيب غفرانه ورحمته، وعوّض أهلهما ومحبيهما وهذه الأسرة الصابرة الكريمة خالص الأجر.. والله الموفق.
aalhudaithi@cecorp-sa.com