إن أبناء الملك عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - كم هم بررة أفذاذ عظام عمالقة في الإدارة وفي سائر العلوم التي نهضت بهم الأمة وقادوا الوطن إلى سبل التقدم والرقي والتطوير.
من هؤلاء الأبناء أصحاب الرؤى والبصيرة والاستقراء المستقبلي الأمير الراحل سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، أسكنه الله فسيح الجنان ومنحه فائق رحمته.. فقد استبان من حركته الفاعلة مساحة العمل التنفيذي بغية استثارة الإرادة الوطنية لتحقيق مزيد من الإنجاز بتكاتف كل من القطاع الرسمي (الحكومي) واللارسمي (الأهلي) وفق سلسلة متتالية من العمل الوطني وفقاً لمخططات التنمية والمواطنين، وكأن لسان حاله - رحمه الله - يقول: إن كان التاريخ يحملنا على مر الزمان في توالٍ لا تكرار فيه فإن عقل التاريخ يحكمنا في المواقف قريبة الشبه بإمكانية المحاكاة والمضي بإرادة النهوض والعمل على تحقيقه، فهو صمام الأمان ومرآة الحقيقة في ذلك دوام واستمرار أجهزة التحضر والنهوض.
ومن خلال التصدي للمواقف والتعامل معها يبرز المعنى الكبير لحسن الصنيع وجودته في مستوى تحقيق الطموحات.
وهكذا كان سطام بن عبد العزيز - رحمه الله رحمة واسعة - يدرك أن التقدم طريق التعلم والتعلم الذي لا سقف ولا حدود له، فهو الهدف الاستراتيجي لمخططاتنا التنموية المتعاقبة وبمختلف مجالاتها وأبعادها: الواقعية - الموضوعية - العملية.
ولقد وضح ذلك جلياً على خريطة التطور التي نصبوا إليها جميعاً بكل ما نملك من إمكانات وقدرات وعزيمة قوية وهي عوامل تحقق واستحقاق كان الأمير سطام يؤكد عليه لأنه يتعلق بقضية مصير، ومبدأ حياة، ونموذج فكري وتصور إجرائي وتوجه أخلاقي لفعل إيجابي، ونقطة انطلاق للإعمار والبناء حسب ما حباه الله من قدرات كفؤة وإمكانات ثرية، وجهود عتية صادقة تمكن الجميع من المساهمة الفاعلة والإيجابية لدفع عجلة التنمية المستدامة والرفع لقيم الاقتصاد القائم على دفع عجلة الإنتاج الزراعي والصناعي.
ومن مأثورات الراحل العظيم - رحمه الله - أن أجل ما يقدم للوطن من مواطنيه الأعزاء هو بذل أقصى جهد ممكن لمزيد من العمل والإنتاج في كل المجالات الحياتية الإعاشية الممكنة والمتاحة لرفع قدر ومكانة بلدنا الكريم المعطاء.
لقد كان الأمير سطام - طيب الله ثراه - خلوقاً وقوراً مهذباً رفيقاً حميماً صادقاً صريحاً واضحاً.. يجيد دبلوماسية الحوار وعرض الأفكار بمنطقية رائعة مع اختيار العبارات الرشيقة والرؤية السلسة الشفافة مع تقبل رؤية الآخر والاهتمام بها، فهو يجيد الإنصات وتمكنه من تحليل مقولات الآخرين والرد عليها بكلمات طيبة ودودة رحيمة متأسياً في ذلك برسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي علم الدنيا كلها الأدب الجم والحديث الراقي وبكلمات معبرة وصدوقة، فكم واسى سموه الفقير وعطف على الكبير وكم وقف مع أسر كثيرة في محنتها وسدد ديونها وكم أسرة تعيش بعد الله على ما خصصه سموه لها من نفقات ومعاشات ومخصصات شهرية جعل الله ذلك في ميزان حسناته إنه سميع مجيب. ونحن نقول وداعاً يا سطام ورحمك الله رحمة واسعة بما قدمت من إنجازات ستظل نبراساً مضيئاً في تاريخ السعودية وشاهدةً لك.